سائل يقول : ما حكم تخطي المسجد الذي بجواره للذهاب إلى مسجد آخر للصلاة لصوت الإمام مع العلم أنه ورد حديث رواه الطبراني عن ابن عمر مرفوعا :" ليصلي أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتخطاه إلى غيره ".؟ حفظ
السائل : ما حكم تخطي المسجد الذي بجواره للذهاب إلى مسجد آخر للصلاة لصوت الإمام مع العلم أنه ورد حديث في معجم الطبراني من رواية نافع عن ابن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( ليصلي أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتخطاه إلى غيره ) ؟
الشيخ : إذا كان الإنسان ترك مسجد الحي من أجل إخلال الإمام بشيء من الصلاة، إما في القراءة، وإما في الركوع، وإما في السجود، كما يوجد من بعض الأئمة في رمضان حيث يخلون إخلالا عظيما في الركوع والسجود، فإن من الأئمة من لا يطمئن في ركوعه وسجوده، ومعلوم أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، حتى إن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، ثم عاد الرجل فصلى كصلاته الأولى، ثم رجع فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، فرجع فصلى كصلاته الأولى، ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، فقال : والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني؟ فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تطمئن قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا صلاة لمن لا طمانينة له.
بعض الأئمة هداهم الله في صلاة التراويح يسرعون إسراعا لا يطمئنون فيه، وإذا قدر أنهم اطمئنوا فيه فإن الذين وراءهم لا يطمئنون، فإذا ترك الإنسان مسجد حيه لأجل هذا أو لغيره مما يخل به بعض الأئمة فلا حرج عليه في ذلك بلا شك، ولا أحد ينكر عليه، وإن تركه مع كمال صلاته وتمامها لكن ذهب إلى مسجد آخر من أجل أن صوت القارئ فيه أحسن من صوت إمام الحي أو قراءته أجود من قراءة إمام الحي فإن هذا لا بأس به في الأصل، لأنه لا بأس أن يتطلب الإنسان من هو أحسن قراءة وأجمل صوتا، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به )، ومعنى ( ما أذن الله ) أي : ما استمع، ما استمع لشيء كاستماعه لهذا النبي الذي كان حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به، وهذا يدل على أن حسن الصوت وإحسان الصوت بالقرآن أمر مطلوب، واستمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى الأشعري فقال النبي صلى الله عليه وسلم له : ( لو رأيتني وأنا أستمع إلى قراءتك البارحة )، فقال له أبو موسى : ( لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا )، أي لحسنته أكثر.
فالمهم أنه لا حرج على الإنسان أن يتطلب من هو أجمل صوتا وأحسن أداء، لكن إذا كان في ذلك مفسدة مثل أن يتقلص الناس في مسجد الحي إذا رأوا هذا الشخص الذي هو معتبر في حيه، إذا رأوه قد ذهب إلى مسجد آخر تقلصوا وفترت عزائمهم، فهنا نقول : لا تتجاوز مسجدك، بل صل في مسجدك، لأن في ذلك جمعا للناس وجبرا لقلب الإمام، وأنت لو ذهبت لتفرق الناس ولانكسر قلب الإمام.
فالمهم أن الإنسان ينظر إلى المصالح العليا في هذه المسائل وأشباهها.
الشيخ : إذا كان الإنسان ترك مسجد الحي من أجل إخلال الإمام بشيء من الصلاة، إما في القراءة، وإما في الركوع، وإما في السجود، كما يوجد من بعض الأئمة في رمضان حيث يخلون إخلالا عظيما في الركوع والسجود، فإن من الأئمة من لا يطمئن في ركوعه وسجوده، ومعلوم أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، حتى إن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، ثم عاد الرجل فصلى كصلاته الأولى، ثم رجع فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، فرجع فصلى كصلاته الأولى، ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، فقال : والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني؟ فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تطمئن قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا صلاة لمن لا طمانينة له.
بعض الأئمة هداهم الله في صلاة التراويح يسرعون إسراعا لا يطمئنون فيه، وإذا قدر أنهم اطمئنوا فيه فإن الذين وراءهم لا يطمئنون، فإذا ترك الإنسان مسجد حيه لأجل هذا أو لغيره مما يخل به بعض الأئمة فلا حرج عليه في ذلك بلا شك، ولا أحد ينكر عليه، وإن تركه مع كمال صلاته وتمامها لكن ذهب إلى مسجد آخر من أجل أن صوت القارئ فيه أحسن من صوت إمام الحي أو قراءته أجود من قراءة إمام الحي فإن هذا لا بأس به في الأصل، لأنه لا بأس أن يتطلب الإنسان من هو أحسن قراءة وأجمل صوتا، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به )، ومعنى ( ما أذن الله ) أي : ما استمع، ما استمع لشيء كاستماعه لهذا النبي الذي كان حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به، وهذا يدل على أن حسن الصوت وإحسان الصوت بالقرآن أمر مطلوب، واستمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى الأشعري فقال النبي صلى الله عليه وسلم له : ( لو رأيتني وأنا أستمع إلى قراءتك البارحة )، فقال له أبو موسى : ( لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا )، أي لحسنته أكثر.
فالمهم أنه لا حرج على الإنسان أن يتطلب من هو أجمل صوتا وأحسن أداء، لكن إذا كان في ذلك مفسدة مثل أن يتقلص الناس في مسجد الحي إذا رأوا هذا الشخص الذي هو معتبر في حيه، إذا رأوه قد ذهب إلى مسجد آخر تقلصوا وفترت عزائمهم، فهنا نقول : لا تتجاوز مسجدك، بل صل في مسجدك، لأن في ذلك جمعا للناس وجبرا لقلب الإمام، وأنت لو ذهبت لتفرق الناس ولانكسر قلب الإمام.
فالمهم أن الإنسان ينظر إلى المصالح العليا في هذه المسائل وأشباهها.