معنى قوله :" حرمت عليكم الميتة " . حفظ
الشيخ : في آية المائدة التي نحن بصدد الكلام عليها بما تيسر، يقول الله تعالى : (( حرمت عليكم الميتة )) فمن الذي حرمها؟ الذي حرمها هو الله عز وجل، لأنه لا يتولى التحليل أو التحريم إلا الله عز وجل، كما قال الله تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ))، ولقوله : (( قل آالله أذن لكم أم على الله تفترون )). فالذي بيده التحليل والتحريم والإيجاب والإباحة هو الله عز وجل.
إذن حرم الله علينا الميتة.
والميتة قال العلماء : هي كل حيوان مات حتف أنفه، أو ذكي بغير ذكاة شرعية.
فالأول الذي مات حتف أنفه، هذا ميتة لغة وشرعا، والذي ذكي على غير وجه شرعي هذا ميتة شرعا، وإلا فقد يكون أنهر الدم فيه، لكن هو ميتة، لأنه لم يذكى على طريق شرعي.
فلو أن رجلا ذكى شاة بحاد يعني بسكين حادة وقطع كل ما يعتبر قطعه، ولكنه لم يذكر اسم الله عليها فإنها تكون حراما، تكون ميتة، لماذا؟ لأنها لم تذك على وجه شرعي.
ولو أن وثنيا أو مرتدا ذبح شاة وقال: بسم الله وقطع ما يمكن قطعه مايجب قطعه، فإن هذه الشاة ميتة شرعا.
وعلى هذا فلو أن رجلا لا يصلي ذكى شاة وقال : بسم الله، وقطع مايجب قطعه، فإن هذه الشاة لا تحل، لأن المرتد والعياذ بالله الذي لا يصلي، لأن الذي لا يصلي مرتد كافر لا تحل ذبيحته.
إذن الميتة ما هي؟ هي التي تموت حتف أنفها، يعني: تموت بدون سبب، أو بذكاة غير شرعية. يستثنى من ذلك ما استثناه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو السمك والجراد، فإن السمك ميتته حلال حتى وإن لم تصده، لو وجدته على ساحل البحر ميتا فهو حلال تأكله، وكذلك الجراد لو وجدته ميتا فهو حلال تأكله، اللهم إلا أن يكون قد قتل بمواد كيماوية يخشى منها الضرر فهذا لا يؤكل من أجل ضرره لا من أجل أنه ميت.
قال النبي صلى الله عليه وسلم بما رواه ابن عمر رضي الله عنهما : ( أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان : فالجراد والحوت، وأما الدمان : فالكبد والطحال ).