إبطال الله حجة من احتج بالقدر على شركه. حفظ
الشيخ : ولكن أسألك هل تعلم ماذا كتب لك من العمل؟ وش تقولون؟
الطلاب : لا.
الشيخ : لا، لا ندري ماذا كتب لنا من العمل، بل لا ندري ماذا يكون لنا في الغد (( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا )).
فإذا كنت لا تعلم فإنه يبطل احتجاجك بالقدر، ولهذا أبطل الله سبحانه وتعالى حجة الذين يحتجون على شركهم بالقدر، فقال سبحانه وتعالى : (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا ))
ووجه إبطال هذه الحجة قوله : (( حتى ذاقوا بأسنا ))، ولو كان لهم حجة في ذلك ما أذاقهم الله بأسه.
المهم أنك إذا كنت لا تدري ماذا كتب لك فلا احتجاج لك بالقدر، ولهذا أنت لا تدري ماذا كتب لك من الرزق، أليس كذلك؟ وهل تسعى لطلب الرزق؟ نعم تسعى لطلب الرزق، تضرب الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا لأجل أن تحصل على الرزق، إذن العمل كالرزق تماما مجهول لك، ولكن يجب عليك كما تسعى للرزق أن تسعى كذلك للعمل، وأن تقوم بطاعة الله عز وجل.