شرح حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال:" إنهما ليعذبان .." الحديث وما يستفاد منه. حفظ
الشيخ : وثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ).
معنى قوله : ( لا يستنزه من البول ) أي أنه لا يهتم بطهارة نفسه، يصيب البول ثوبه فلا يغسله، يصيب بدنه فلا يغسله ولا يهتم به.
أما الثاني فكان يمشي بالنميمة، وماهي النميمة؟ النميمة أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم، فيأتي إلى الشخص ويقول : يا فلان ما سمعت كلام فلان فيك؟ وش الي قال؟ يقول : فلان بخيل وفلان سيء وفلان فاسق وفلان كذاب وفلان ظالم، وما أشبه ذلك. عرفت النميمة؟ ما هي؟
الطالب : نقل الكلام على وجه الإفساد.
الشيخ : نقول أجب
الطالب : نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد.
الشيخ : نقل الكلام بين الناس للإفساد بينهم. مثاله: يأتي إلى شخص ويقول : إن فلانا يقول فيك كذا وكذا، لأجل أن يفرق بينهما.
هذا النمام قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتات )، أي نمام، هذا النمام يعذب في قبره قبل يوم القيامة - نسأل الله العافية - .
وفي الحديث : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير )، كيف يقول : ( ما يعذبان في كبير ) مع أن عدم التنزه من البول والنميمة من كبائر الذنوب؟
قال أهل العلم : المراد بقوله : ( وما يعذبان في كبير ) أي: في أمر شاق عليهما، فهو أمر سهل، لكن مع ذلك تهاونا به فأوقعهما في العذاب.
( ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين. فغرز في كل قبر واحدة. فقالوا : لم صنعت هذا يا رسول الله؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ). أخذ بعض الناس من هذا الحديث أنه ينبغي أن يوضع على القبر جريدتان أو غصن أخضر من أي شجرة، فهل هذا الأخذ من هذا الحديث صحيح أو غير صحيح ؟ أنتم تقولون صحيح أو غير صحيح؟
الطالب : غير صحيح.
الشيخ : غير صحيح، نعم غير صحيح، ولا يجوز أن يستدل بهذا على أنه يستحب أن يوضع جريدة أو غصن شجرة أو ما أشبه ذلك على القبر، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن هذا لأمته مطلقا، وإنما فعله حين كشف له عن هذين الرجلين أنهما يعذبان، ولهذا استغرب الصحابة ذلك وقالوا : لم صنعت هذا؟ وهذا دليل على أنه ليس من سنته أن يفعل هذا في كل قبر، وأيضا إنما يفعل هذا حين نعلم أن صاحب القبر يعذب، وهل عندنا علم بأن صاحب القبر يعذب؟ لا.
ولهذا نقول للرجل إذا وضع مثل هذا على قبر قريبه: أنت الآن أول من يقدح في قريبك، وأول من يتهمه بالسوء، كيف ذلك ؟ لأن هذه الجريدة أو نحوها لا توضع إلا على من يعذب، فكأنك بوضعك لهذه الجريدة شهدت على قريبك بأنه يعذب، وهذا من أكبر القدح فيه. ولهذا نقول لهؤلاء الإخوة الذين يصنعون مثل هذا الشيء: تأملوا ما صنعتم تجدوا أنكم قد أخطاتم في ذلك، لأنكم الآن أو لأن لازم فعلكم أن هذا الذي في القبر يعذب، فأنت إذن أول قادح في قريبك من أب أو عم أو خال أو جد أو جدة أو ما أشبه ذلك.
طيب، المهم أن عذاب القبر ثابت بدلالة الكتاب والسنة، وقد أجمع عليه أهل الحق وأثبتوا ذلك في عقائدهم.
ولكن لو قال قائل : هل عذاب القبر من الأمور المحسوسة بحيث لو كشف عن صاحب القبر لوجد أثر العذاب فيه أو من أمور الغيب؟
نقول : هو من أمور الغيب، وهذه الأمور لا يمدح الإنسان فيها لو كان يشاهدها، لأن الإيمان بها لو كانت تشاهد إيمان بمشاهد لا يمدح عليه الإنسان.
لو قيل لك : يا فلان، هل تؤمن بهذه المنارات التي توجد بالمسجد الحرام؟ فقلت : نعم، هل في هذا مدح؟ ليس فيه مدح، الشيء المشاهد لا يمدح الإنسان على الإيمان به، لأنه لا يمكن إنكاره إلا مكابرة، لكن الذين يمدحون هم الذين يؤمنون بالغيب، ولهذا جعل الله هذه الأمور غيبا لا أحد يطلع عليها، ولا أحد يعلم بها إلا عن طريق الرسل، ولولا أن الله أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور ما كنا نعلمها أبدا لأنها أمور غيبية، لا تمكن الإحاطة بها علما إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام.
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه فيما يتعلق بما سمعناه من قراءة أئمتنا، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الانتفاع بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
عندنا الآن الحديث.
الطالب : الخامس.
الشيخ : الحديث الخامس، حديث ابن مسعود انتهينا من الكلام عليه، وفيه مسائل تحتاج إلى مناقشة الآن.
اصبر بارك الله فيك، ما جاء وقت السؤال، انتظر، السؤال له وقت، لا ما هي دقيقة، أكثر من دقيقة.
معنى قوله : ( لا يستنزه من البول ) أي أنه لا يهتم بطهارة نفسه، يصيب البول ثوبه فلا يغسله، يصيب بدنه فلا يغسله ولا يهتم به.
أما الثاني فكان يمشي بالنميمة، وماهي النميمة؟ النميمة أن ينقل الإنسان كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم، فيأتي إلى الشخص ويقول : يا فلان ما سمعت كلام فلان فيك؟ وش الي قال؟ يقول : فلان بخيل وفلان سيء وفلان فاسق وفلان كذاب وفلان ظالم، وما أشبه ذلك. عرفت النميمة؟ ما هي؟
الطالب : نقل الكلام على وجه الإفساد.
الشيخ : نقول أجب
الطالب : نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد.
الشيخ : نقل الكلام بين الناس للإفساد بينهم. مثاله: يأتي إلى شخص ويقول : إن فلانا يقول فيك كذا وكذا، لأجل أن يفرق بينهما.
هذا النمام قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتات )، أي نمام، هذا النمام يعذب في قبره قبل يوم القيامة - نسأل الله العافية - .
وفي الحديث : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير )، كيف يقول : ( ما يعذبان في كبير ) مع أن عدم التنزه من البول والنميمة من كبائر الذنوب؟
قال أهل العلم : المراد بقوله : ( وما يعذبان في كبير ) أي: في أمر شاق عليهما، فهو أمر سهل، لكن مع ذلك تهاونا به فأوقعهما في العذاب.
( ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين. فغرز في كل قبر واحدة. فقالوا : لم صنعت هذا يا رسول الله؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ). أخذ بعض الناس من هذا الحديث أنه ينبغي أن يوضع على القبر جريدتان أو غصن أخضر من أي شجرة، فهل هذا الأخذ من هذا الحديث صحيح أو غير صحيح ؟ أنتم تقولون صحيح أو غير صحيح؟
الطالب : غير صحيح.
الشيخ : غير صحيح، نعم غير صحيح، ولا يجوز أن يستدل بهذا على أنه يستحب أن يوضع جريدة أو غصن شجرة أو ما أشبه ذلك على القبر، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن هذا لأمته مطلقا، وإنما فعله حين كشف له عن هذين الرجلين أنهما يعذبان، ولهذا استغرب الصحابة ذلك وقالوا : لم صنعت هذا؟ وهذا دليل على أنه ليس من سنته أن يفعل هذا في كل قبر، وأيضا إنما يفعل هذا حين نعلم أن صاحب القبر يعذب، وهل عندنا علم بأن صاحب القبر يعذب؟ لا.
ولهذا نقول للرجل إذا وضع مثل هذا على قبر قريبه: أنت الآن أول من يقدح في قريبك، وأول من يتهمه بالسوء، كيف ذلك ؟ لأن هذه الجريدة أو نحوها لا توضع إلا على من يعذب، فكأنك بوضعك لهذه الجريدة شهدت على قريبك بأنه يعذب، وهذا من أكبر القدح فيه. ولهذا نقول لهؤلاء الإخوة الذين يصنعون مثل هذا الشيء: تأملوا ما صنعتم تجدوا أنكم قد أخطاتم في ذلك، لأنكم الآن أو لأن لازم فعلكم أن هذا الذي في القبر يعذب، فأنت إذن أول قادح في قريبك من أب أو عم أو خال أو جد أو جدة أو ما أشبه ذلك.
طيب، المهم أن عذاب القبر ثابت بدلالة الكتاب والسنة، وقد أجمع عليه أهل الحق وأثبتوا ذلك في عقائدهم.
ولكن لو قال قائل : هل عذاب القبر من الأمور المحسوسة بحيث لو كشف عن صاحب القبر لوجد أثر العذاب فيه أو من أمور الغيب؟
نقول : هو من أمور الغيب، وهذه الأمور لا يمدح الإنسان فيها لو كان يشاهدها، لأن الإيمان بها لو كانت تشاهد إيمان بمشاهد لا يمدح عليه الإنسان.
لو قيل لك : يا فلان، هل تؤمن بهذه المنارات التي توجد بالمسجد الحرام؟ فقلت : نعم، هل في هذا مدح؟ ليس فيه مدح، الشيء المشاهد لا يمدح الإنسان على الإيمان به، لأنه لا يمكن إنكاره إلا مكابرة، لكن الذين يمدحون هم الذين يؤمنون بالغيب، ولهذا جعل الله هذه الأمور غيبا لا أحد يطلع عليها، ولا أحد يعلم بها إلا عن طريق الرسل، ولولا أن الله أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور ما كنا نعلمها أبدا لأنها أمور غيبية، لا تمكن الإحاطة بها علما إلا عن طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام.
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه فيما يتعلق بما سمعناه من قراءة أئمتنا، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الانتفاع بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
عندنا الآن الحديث.
الطالب : الخامس.
الشيخ : الحديث الخامس، حديث ابن مسعود انتهينا من الكلام عليه، وفيه مسائل تحتاج إلى مناقشة الآن.
اصبر بارك الله فيك، ما جاء وقت السؤال، انتظر، السؤال له وقت، لا ما هي دقيقة، أكثر من دقيقة.