بيان أمور أحدثها الناس وهي من العبادات ويحتجون بأنها ذكر وخير مثل الاحتفال بالمولد النبوي وابتداع صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم. حفظ
الشيخ : طيب، يوجد أشياء ابتدعها الناس في دين الله عز وجل، من ذلك: أن بعص الناس يحدثون أذكارا معينة بصيغها وعددها ووقتها، ولكنها ليست مشروعة على هذا الوجه لا في الزمن، ولا في العدد، ولا في الهيئة، يوجد بعص الناس يقول مثلا يسبح ألف مرة ألفين مرة حسب ما وضع لنفسه، ويلتزم بهذا العدد، ويجعله في زمن معين كالصباح مثلاً، نقول لهذا الرجل عمله بدعة أو قربة؟
الطلاب : بدعة.
الشيخ : بدعة، يثاب عليه أو مردود ؟ مردود، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
فإذا قال: كيف تنكرون علي وأنا لست أقول إلا : سبحان الله؟
قلنا : نحن لا ننكر عليك أن تقول سبحان الله، ننكر عليك أن تأتي بقول سبحان الله على هذه الصفة وهي لم ترد، هذا الذي ننكر عليه، أما أن تسبح آناء الليل والنهار تسبيحاً غير مقيد بعدد ولا زمن، ولا هيئة، فلا ننكر عليك، نخن ننكر عليك أن تأتي به على هذا الوجه وهو لم يرد. طيب، رجل إذا كان ليلة الثاني عشر من ربيع الأول جمع الناس عنده في بيته، وصاروا يأتون بصيغ للصلاة على رسول الله لم ترد عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه، بل هي محشوة من الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، محشوة بالغلو الذي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منه، وجعلوا يترنمون بهذه الصلوات على صفة معينة، إلى ما شاء الله من الليل، فما حكم عملهم هذا؟
الطالب : بدعة.
الشيخ : بدعة، مردودة أو مقبولة؟ مردودة.
طيب، إذا قالوا: نحن لم نعمل أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا؟
نقول لهم: لكن تحديدها بزمان، والتزامها بعدد معين، وبصيغة معينة قد لا تكون واردة، بل قد تكون منهياً عنها إذا كانت فيها من الغلو ما حذر منه الرسول عليه الصلاة والسلام، إذن فهذه البدعة، إذن هذا مردود على فاعله.
واعلم يا أخي أنك لن تحدث بدعة في دين الله إلا انتزع من قلبك من السنة ما يقابل هذه البدعة، لأن القلب وعاء، إن ملأته بالخير لم يبق للشر مكان، وإن ملأته بالشر لم يبق للخير مكان، وإذا ملأته بالسنة لم يبق للبدعة مكان، وإذا ملأته بالبدعة لم يبق للسنة مكان، فكل مكان يشغل القلب، أو فكل شيء يشغل مكانا في القلب فإنه سوف يتفرغ هذا القلب من مقابله.
ولهذا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " تجد هؤلاء الذين هم حريصون على البدع تجدهم في اتباع السنن عندهم فتور، فتور كبير لا يكادون يأتون بالسنن على الوجه المطلوب منهم ".