لا إنكار في أمور العادات. حفظ
الشيخ : ما تقولون في رجل سابق غيره في الجري على الجليد، في البلاد الثلجية يتسابقون في الجري على الجليد، هل ننكر عليه أم لا؟
الطالب : لا ينكر عليه.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : لأن هذا من العادات.
الشيخ : صحيح؟ يقول لا ننكر لأنه من العادات وليس عبادة، استرح.
صحيح ما فيه إشكال، لا ينكر عليه، لأنه من العادات وليس من العبادات.
طيب، تصارع مع غيره، يعني صارع غيره على وجه ليس فيه ضرر، لكن خلاف المعروف، هل ننكر عليه؟
لا، لا ننكر ليش؟ لأن هذه من العادات وليس من العبادات.
أما على وجه فيه ضرر فهذا لا شك أنه لا يجوز من أجل أنه ضرر، لا من أجل أنه بدعة، لأن البدعة إنما تكون في الأمور الدينية، أما الأمور غير الدينية فهي إما أن تتضمن ضرر فتمنع لأجل الضرر، وإلا فالأصل فيها الحل.
طيب، لو أنه لبس لباساً غير معهود، لكنه بين قوم عهدوا هذا اللباس، هل ننكر عليه؟ مثل: إنسان ذهب إلى بلد وسكن فيها، صفة لباسهم ليست كصفة لباس البلد الذي انتقل منه، فصار يلبس مثلهم، لكنه لباس لا يحرمه الإسلام، يعني ليس حريرا ولا طويلا، ولكنه لباس مما يبيحه الشرع إلا أنه على صفة تخالف صفة اللباس الذي كان يلبسه البلد السابق الذي كان فيه، جائز أو غير جائز؟
جائز ليش؟ لأن هذا من العادات.
طيب، لو أن أحدا صار يحلق رأسه، ولا يبقي شعره، كلما نبت الرأس حلقه، ولا يبقي شعر الرأس إلى كتفه أو إلى شحمة أذنيه، لأن الناس اعتادوا أن لا يبقوا الشعر، ماذا نقول؟ جائز؟ جائز، ليش؟ لأن هذا من الأمور العادية وليس من الأمور التعبدية.
ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً حلق بعض رأسه، قال : ( احلقه كله أو دعه كله ).
وهذا دليل على أنه ليس من باب العبادة، لأنه لو كان من باب العبادة لأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبقاء الشعر، ولهذا كان الراجح من أقوال أهل العلم أن اتخاذ الشعر من الأمور العادية التي إن اعتادها الناس فعلت وإلا فلا.