تفسير قوله تعالى :" إن الإنسان خلق هلوعا - إلى قوله - الذين هم على صلاتهم دائمون ". حفظ
الشيخ : أما الذي أريد أن أتكلم عليه في هذه الليلة مما يتعلق بقراءة الأئمة فهي قوله تعالى : (( إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون * والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم * والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * إن عذاب ربهم غير مأمون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنه غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )) .
فهنا بين الله تعالى أن الإنسان من حيث هو إنسان هلوع وفسر الهلع بقوله : (( إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا )) إن مسه الشر لم يصبر بل جزع وتسخّط ، وإن مسّه الخير منع الخير وصار بخيلا به ، سواء كان هذا الخير مالا أو جاها أو علما إلا من اتّصف بهذه الصفات :
المصلون (( الذين هم على صلاتهم دائمون )) وفي آخر الآيات : (( والذين هم على صلاتهم يحافظون )) فذكر الله الصلاة في أول الصفات وفي آخر الصفات ، وهذا دليل على العناية بها ، ووصف هؤلاء المصلين بوصفين بالنسبة للصلاة :
أنهم دائمون عليها ، ومحافظون عليها، دائمون لا يتركونها ، محافظون عليها لا يفرطون في شيء من واجبتاها وسننها ومكمّلاتها.