قال الإخوة ما تقولون في قول عمر بن الخطاب : نعم البدعة هذه يعني صلاة التراويح جماعة.؟ حفظ
الشيخ : قال الإخوة ما تقولون في قول عمر : " نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون " ، ويعني بالبدعة هذه إقامة صلاة قيام رمضان على إمام واحد ، قال : " نعم البدعة هذه " ؟.
فالجواب : أن هذه البدعة نسبية، بدعة زمنية ليست بدعة شرعية، ليش ؟ .
لأن إقامة صلاة القيام على إمام واحد كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه عدّة ليال ثم ترك ذلك خوفا من أن تفرض علينا، فتركها لسبب وهو خوف أن تفترض علينا فنعجز عنها، لما توفي النبي عليه الصلاة والسلام زالت هذه العلة، ولكن مع ذلك بقي الناس في عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر بقي الناس يصلون أوزاعا، يعني يصلي الرجلان والثلاثة على إمام، ويصلي الرجل وحده .
فرأى عمر رضي الله عنه أن يعيد ما كان سابقا وأن يجمع الناس على إمام واحد، فأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة، فصار الرجلان يقومان للناس بإحدى عشرة ركعة كما هو العدد الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولكن مع هذا فإن هذا التحديد بإحدى عشرة ليس على سبيل الوجوب، وأخطأ من قال إنه لا تجوز الزيادة عليه، ومن قال إنه لا يجوز النقص منه ، كلا القولين خطأ، بل النقص منه جائز ، والزيادة عليه جائزة ، والكلام في الأفضل .
لكن مع هذا أيضا نقول إذا كان المصلي يصلي خلف إمام يزيد على هذا العدد فالسنة في حقه أن يتابع الإمام لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) ، ولأن السلف الصالح اختلفوا في عدد الصلاة في قيام رمضان ، فدل هذا على أن الأمر كله جائز، والله أعلم.