مسألة : من طاف من داخل الحجر لا يصح طوافه وعليه الإعادة وبيان أن الحجر من الكعبة والتنبيه على بعض أخطاء العامة فيه. حفظ
الشيخ : وبما أننا الآن ذكرنا الحجر فنحن نبين فيه مسألتين : مسألة خطيرة للغاية ، ومسألة دونها لكنها خطأ .
أما المسألة الخطيرة فهي أن بعض الناس إذا طاف بالبيت دخل في شوطه بين البناية المرتفعة من الكعبة وبين الحجر ظنا منه أن الكعبة اسم للبناء المرتفع فقط أو اختصارا للمشي أو تفاديا للضيق والضنك في أيام المواسم، وهذا خطأ عظيم ، أي إنسان يدخل بين الكعبة القائمة وبين الحجر فإنه لم يطف بالبيت ، والطواف لا يكون صحيحا حتى يطوف الإنسان بالبيت أي بجميع البيت، لماذا لا يكون الداخل بين الحجر وبين البناء القائم من الكعبة طائفا بالبيت ؟ .
لأن هذا الحجر أكثره من الكعبة، يقول العلماء إن ستة أذرع ونصف تقريبا كلها من الكعبة، وعلى هذا من دخل من هذين البابين فإنه لم يطف بالبيت .
فإذا قال قائل : إذا كان من الكعبة فلماذا لم يدخل فيها ؟ .
فالجواب : أن الكعبة التي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وإسماعيل كانت ممتدة نحو الشمال تستوعب من الحجر ستة أذرع ونصف تقريبا ، ولكن لما انهدمت في عهد قريش جمعوا لها من النفقة الحلال التي ليس فيها كسب حرام ، وهذا من حماية بيت الله عز وجل أن يدخل في بنائه شيء محرم ، ومن تعظيم هذا البيت حتى من الكافر المشرك، جمعوا النفقة فلم تستوعب جميع البيت ، فقالوا إذن لابد من أن نخرج بعضه، فماذا نصنع ؟ . قالوا يبقى الجانب اليماني منها لأن فيه الحجر الأسود ، ولا يمكن ثلمه ، أما الجانب الشمالي فليس فيه الحجر الأسود فيثلم منه، فثلموا منه ، ثم حوطوا هذا الحائط ليطوف الناس من ورائه .
ثم تحكموا في الكعبة وجعلوا لها بابا واحدا ورفعوها ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا . قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بعد فتح مكة : ( لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ) ولكن منع النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس كانوا حديثي عهد بكفر فأراد صلى الله عليه وسلم أن يتألفهم وأن لا يفعل ما ينفرهم وإن كان هذا هو الشيء المرغوب المحبوب شرعا ، لكن التأليف له شأن عظيم في الدين الإسلامي وترك على ما هي عليه .
ولما تولى خلافة الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه هدم الكعبة ، وتتبع قواعد إبراهيم حتى وصل إلى غاية القواعد ، وأشهد الناس على القواعد وبناها على ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فامتدت الكعبة شمالا إلى غاية ما بنى إبراهيم ، وجعل لها عبد الله بن الزبير بابين باب يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ، وليس المراد يدخلون ويخرجون عند الطواف ، وإنما المراد يدخلون لأجل أن يصلوا فيها .
ولما قتل رضي الله عنه وزالت خلافته واستولى بنو أمية على مكة بناها الحجاج ، وردها على ما كانت عليه في الجاهلية وأخرج الحجر منها .
وبعد مدّة أراد بعض الخلفاء العباسيين أن يعيدها على ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم فاستشار مالك بن أنس إمام دار الهجرة فقال له : " يا أمير المؤمنين لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك كلما جاء ملك قال أبنيه على هذا الوجه دعه " فتركه ، فكانت الخيرة ولله الحمد في تركه.
بقي الآن الطرف الشمالي من الكعبة مفتوحا، أنتم معنا ؟. بقي مفتوحا ؟.
الطالب : نعم، مفتوح.
الشيخ : الطرف الشمالي من الكعبة بقي مفتوحا ؟.
الطالب : نعم.
الشيخ : مفتوحا ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأن أكثر الحجر من الكعبة، وصار له بابان باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ، فتحقق ما تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم بدون أي مشقة، ما ظنكم لو كانت الكعبة ممتدة إلى قواعد إبراهيم في الناحية الشمالية ، ومسقفة ولها بابان ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ، ما ظنكم ما يحصل من الاقتتال لدخول الكعبة والانخناق والتعب الشديد ؟ وش تظنون ؟ .
نظن أمرا لا يتصور الإنسان سوء عاقبته كما نشاهد الآن، الآن الناس يقتل بعضهم بعضا عند رمي الجمرات، يقتل بعضهم بعضا عند الصعود إلى الصفا أو إلى المروة أو عند استلام الحجر ، فكيف بدخول الكعبة ؟ .
ولكن من نعمة الله ورحمته عز وجل وحكمته البالغة أن بقيت الجهة الشمالية من الكعبة مفتوحة ولها بابان ، والآن من دخل من هذا الباب الشرقي من الحجر وصلى فيه فكأنما صلى في جوف الكعبة تماما لا فرق بينهما .
ثم إن بعض الناس يظن أن قولنا : ( باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ) يظن أن المراد يدخلون منه في الطواف ويخرجون منه، وليس كذلك، لأن الطواف لابد أن يستوعب كل الكعبة، البناء القائم والحجر ، فإن دخل من هذا الباب الذي بين البناء القائم والحجر وخرج من الثاني فشوطه لم يتم، وكم رددنا من شخص طاف طواف الإفاضة فدخل من الباب الشرقي من الحجر وخرج من الباب الغربي ، وسألناه لم صنعت هذا ؟ . قال لأنني انزنقت من الزحام ، ورأيت أن هذا الطريق أهون . وأنا أضيف إلى ذلك أنه أيضا طريق أقصر . ولكن ليس بجائز أن يدخل الإنسان من هذا الباب ويخرج من الثاني في الطواف، لابد من استيعاب البيت.
أما المسألة الخطيرة فهي أن بعض الناس إذا طاف بالبيت دخل في شوطه بين البناية المرتفعة من الكعبة وبين الحجر ظنا منه أن الكعبة اسم للبناء المرتفع فقط أو اختصارا للمشي أو تفاديا للضيق والضنك في أيام المواسم، وهذا خطأ عظيم ، أي إنسان يدخل بين الكعبة القائمة وبين الحجر فإنه لم يطف بالبيت ، والطواف لا يكون صحيحا حتى يطوف الإنسان بالبيت أي بجميع البيت، لماذا لا يكون الداخل بين الحجر وبين البناء القائم من الكعبة طائفا بالبيت ؟ .
لأن هذا الحجر أكثره من الكعبة، يقول العلماء إن ستة أذرع ونصف تقريبا كلها من الكعبة، وعلى هذا من دخل من هذين البابين فإنه لم يطف بالبيت .
فإذا قال قائل : إذا كان من الكعبة فلماذا لم يدخل فيها ؟ .
فالجواب : أن الكعبة التي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وإسماعيل كانت ممتدة نحو الشمال تستوعب من الحجر ستة أذرع ونصف تقريبا ، ولكن لما انهدمت في عهد قريش جمعوا لها من النفقة الحلال التي ليس فيها كسب حرام ، وهذا من حماية بيت الله عز وجل أن يدخل في بنائه شيء محرم ، ومن تعظيم هذا البيت حتى من الكافر المشرك، جمعوا النفقة فلم تستوعب جميع البيت ، فقالوا إذن لابد من أن نخرج بعضه، فماذا نصنع ؟ . قالوا يبقى الجانب اليماني منها لأن فيه الحجر الأسود ، ولا يمكن ثلمه ، أما الجانب الشمالي فليس فيه الحجر الأسود فيثلم منه، فثلموا منه ، ثم حوطوا هذا الحائط ليطوف الناس من ورائه .
ثم تحكموا في الكعبة وجعلوا لها بابا واحدا ورفعوها ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا . قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بعد فتح مكة : ( لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ، ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ) ولكن منع النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس كانوا حديثي عهد بكفر فأراد صلى الله عليه وسلم أن يتألفهم وأن لا يفعل ما ينفرهم وإن كان هذا هو الشيء المرغوب المحبوب شرعا ، لكن التأليف له شأن عظيم في الدين الإسلامي وترك على ما هي عليه .
ولما تولى خلافة الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه هدم الكعبة ، وتتبع قواعد إبراهيم حتى وصل إلى غاية القواعد ، وأشهد الناس على القواعد وبناها على ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فامتدت الكعبة شمالا إلى غاية ما بنى إبراهيم ، وجعل لها عبد الله بن الزبير بابين باب يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ، وليس المراد يدخلون ويخرجون عند الطواف ، وإنما المراد يدخلون لأجل أن يصلوا فيها .
ولما قتل رضي الله عنه وزالت خلافته واستولى بنو أمية على مكة بناها الحجاج ، وردها على ما كانت عليه في الجاهلية وأخرج الحجر منها .
وبعد مدّة أراد بعض الخلفاء العباسيين أن يعيدها على ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم فاستشار مالك بن أنس إمام دار الهجرة فقال له : " يا أمير المؤمنين لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك كلما جاء ملك قال أبنيه على هذا الوجه دعه " فتركه ، فكانت الخيرة ولله الحمد في تركه.
بقي الآن الطرف الشمالي من الكعبة مفتوحا، أنتم معنا ؟. بقي مفتوحا ؟.
الطالب : نعم، مفتوح.
الشيخ : الطرف الشمالي من الكعبة بقي مفتوحا ؟.
الطالب : نعم.
الشيخ : مفتوحا ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأن أكثر الحجر من الكعبة، وصار له بابان باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ، فتحقق ما تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم بدون أي مشقة، ما ظنكم لو كانت الكعبة ممتدة إلى قواعد إبراهيم في الناحية الشمالية ، ومسقفة ولها بابان ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ، ما ظنكم ما يحصل من الاقتتال لدخول الكعبة والانخناق والتعب الشديد ؟ وش تظنون ؟ .
نظن أمرا لا يتصور الإنسان سوء عاقبته كما نشاهد الآن، الآن الناس يقتل بعضهم بعضا عند رمي الجمرات، يقتل بعضهم بعضا عند الصعود إلى الصفا أو إلى المروة أو عند استلام الحجر ، فكيف بدخول الكعبة ؟ .
ولكن من نعمة الله ورحمته عز وجل وحكمته البالغة أن بقيت الجهة الشمالية من الكعبة مفتوحة ولها بابان ، والآن من دخل من هذا الباب الشرقي من الحجر وصلى فيه فكأنما صلى في جوف الكعبة تماما لا فرق بينهما .
ثم إن بعض الناس يظن أن قولنا : ( باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه ) يظن أن المراد يدخلون منه في الطواف ويخرجون منه، وليس كذلك، لأن الطواف لابد أن يستوعب كل الكعبة، البناء القائم والحجر ، فإن دخل من هذا الباب الذي بين البناء القائم والحجر وخرج من الثاني فشوطه لم يتم، وكم رددنا من شخص طاف طواف الإفاضة فدخل من الباب الشرقي من الحجر وخرج من الباب الغربي ، وسألناه لم صنعت هذا ؟ . قال لأنني انزنقت من الزحام ، ورأيت أن هذا الطريق أهون . وأنا أضيف إلى ذلك أنه أيضا طريق أقصر . ولكن ليس بجائز أن يدخل الإنسان من هذا الباب ويخرج من الثاني في الطواف، لابد من استيعاب البيت.