نصيحة لطلبة العلم أن يصححوا ما كان مفهوما خطأ عند العامة مع الصبر عليهم. حفظ
الشيخ : لهذا أرجو من إخواني طلبة العلم أن يصححوا ما كان مفهوما خطأ عند العامة، لأن الناس إذا سكت عنهم بقوا على جهلهم ، وإذا بين لهم الحق زال الجهل، لكن لا يمكن أن يزول الجهل بين عشية وضحاها، ولا يمكن أن ينقاد الناس للحق بين عشية وضحاها لابد من طول نفس، لابد من صبر، لابد من تأنٍّ، لابد من حكمة في دعوة الناس إلى الحق .
ألم تعلموا أن الله عز وجل بحكمته يكرر قصص الأنبياء وما جرى عليهم مع إخوانهم ، لماذا لم يقتصر على قصة واحدة ؟ .
من أجل أن القلوب إذا لم تلن في سياق القصة الأولى لانت في سياق القصة الثانية أو الثالثة أو الرابعة وهكذا ، فالمهم أننا نحن طلبة العلم يجب علينا البيان، يجب علينا، لأن الله أخذ علينا الميثاق (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننّه للنّاس ولا تكتمونه )) طلبة العلم ...
أقول على طلبة العلم البيان، وعلى الأمراء ذوي السلطة تنفيذ الشرع، ولهذا كان ولاة الأمر في قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) كان ولاة الأمر فيها ليسوا ولاة أمر السلطة فحسب، بل هم ولاة أمر المسلمين في بيان الشرع وفي تنفيذ الشرع، من المسؤول عن التنفيذ ؟ .
ذووا الأمر أمر السلطة، والمسؤول عن البيان ذووا الأمر أمر الشرع ، كل له ناحية يجب عليه القيام بها ، فطلبة العلم عليهم أن يبينوا للناس الشرع ويدعوهم إليه ، ولكن كما قلت أولا بطول نفس وصبر وتأنٍّ ، وليعلموا أنهم إذا صبروا ابتغاء وجه الله وإصلاحا لعباد الله فهم مثابون على ذلك، ثم ما يحصل لهم من الألم القلبي والنفسي هم يؤجرون على هذا، أيهما أشد على طالب العلم أن يرى أشياء منكرة تحز في نفسه وتؤلمه أو أن تبطه شوكة يخرجها بالمنقاش وينتهي أمرها ، أيهما أشد ؟.
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول أشد، حتى إن بعض الناس لا ينام ولا يهنأ بعيش إذا رأى شيئا منكرا، لكن الشوكة يخرجها بالمنقاش وينتهي أمرها والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( ما من مسلم يصيبه هم ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه ) فلا تظن أن الألم القلبي أو النفسي الذي يصيبك عند مشاهدة الأشياء المنكرة، لا تظن أنه سيذهب هباء ، بل سوف تؤجر عليه عند الله، ولكن عليك السعي للأسباب التي يزول بها المنكر بالطرق التي هي أحسن (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) . إذن مدار هذا الكلام على قضية إيش ؟.
الطالب : حجر إسماعيل.
الشيخ : الحجر، طيب من جهتين، الأخ ؟.
الطالب : الجهة الشمالية.
الشيخ : لا، الكلام في الحجر من جهتين، كنت أظنك جيّدا وحريصا على العلم، استرح ، نعم .
الطالب : من جهتين، والجهة الأولى أخطر من الجهة الثانية، الجهة الأولى كون بعض الطائفين يدخل داخل الحجر إما اختصارا للمسافة أو جهلا منه أو تفاديا للزحام، وهذه لا يتم بها شوطه، وأما الجهة الثانية فهو إطلاق كلمة حجر إسماعيل من العامة على هذا الحيّز أو على هذا الحجر.
الشيخ : المحوّط.
الطالب : جهلا منهم أو أن بعضهم يقول أن إسماعيل دفن فيه، وهذه من أكذب الدعاوى، وأن تفنيدها واضح جدا.
الشيخ : ونسبته إلى إسماعيل خطأ.
الطالب : خاطئة نعم.
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك، إذن من جهتين :
الجهة الأولى : أن بعض الناس يطوف بين الحجر وبين البناء القائم من الكعبة ، ومن فعل ذلك فإن طوافه لا يصح ، لأن شوطه لم يتم .
والجهة الثانية : قولهم حجر إسماعيل ، فيظيفونه إليه ، وإسماعيل غير عالم به وهو منه بريء لا يدري عنه ، وأكذب من ذلك أن يقولوا إن إسماعيل دفن فيه، طيب .
الطالب : يا شيخ، ... طاقية على واحد وفيها علامة ... ما أدري ...
الشيخ : ما أدري أشر على الإخوان أتعرفون الصلبان ؟.
الطالب : نعم.
الشيخ : لأن بعض الناس تجيب هذا تطريز ما قصده ...
الطالب : ...
الشيخ : وين صاحبها بس ؟.
الطالب : صليب صحيح.
الشيخ : على كل حال خلوه يخيط عليها أشياء .
الطالب : ... يتنبه لها، نرميها.
الشيخ : طيب إن شاء الله ننبه عليها . في الدرس الماضي أيضا تكلمنا على موضوع ، أظنه الصلاة ؟.
الطالب : الزكاة.
الشيخ : أيش ؟
الطالب : الرجعة.
الشيخ : الرجعة، تمام.
طيب، الرجعة