معنى قوله تعالى :" هدى للمتقين ". حفظ
الشيخ : في الآيات الأولى التي هي في ذكر المؤمنين ظاهرا وباطنا ، ذكر الله عزّ وجلّ أن هذا القرآن هدى للمتقين ، وسبق لنا معنى التقوى .
ولكنه في آيات أخرى ذكر أنه هدى للناس فقال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس )) فكيف نوفق بين الآيتين، أن يقول هنا : (( هدى للمتقين )) وفي آية أخرى : (( هدى للناس )) عموما ، المتقين وغيرهم ؟ .
نوفق بينهما أن معنى كونه : (( هدى للناس )) أي دليلا للناس يدلهم على الخير ويبينه ، وكذلك يدلهم على مواقع الشر ويبينها ، لكن يرغب في الخير ويحذر من الشر، كل الناس يحصل لهم ذلك بالقرآن .
وأما كونه (( هدى للمتقين )) فالمراد بالهداية هنا هداية التوفيق ، يعني أن المتقين يوفقون فيهتدون به فينتفعون به ، واستمع إلى قوله تعالى : (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا )) كمل .
الطالب : ...
الشيخ : (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) آية واحدة صارت لقوم هدى وشفاء ، وصارت لأقوام عمًى وضلالا والعياذ بالله، المؤمنون زادتهم إيمانا وهم يستبشرون، والمنافقون الذين في قلوبهم مرض زادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون، فالمتّقون هم الذين ينتفعون بالقرآن ، وكلما ازداد الإنسان تقًى ازداد انتفاعا بالقرآن في حفظه وفهمه والعمل به.