معنى قوله تعالى :" الذين يؤمنون بالغيب ". حفظ
الشيخ : وقوله : (( الذين يؤمنون بالغيب )) ما المراد بالغيب ؟ .
أي بما غاب عن الأبصار مما أخبر الله به ، كاليوم الآخر والجزاء والجنة والنار ، وأما المشاهد فكل إنسان يؤمن به، كل إنسان يؤمن بالأرض وبالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر ، لكن الذي فيه المدح هو الإيمان بالغيب الذي يعتمد فيه المؤمن على تصديق خبر الله ورسوله . أما الشيء المشاهد فلا أحد ينكره، لا ينكره إلا شخص مكابر مثل السفسطائية الذين ينكرون الأشياء المحسوسة ، فيه جماعة أشبه ما يكونون بالمجانين ينكرون حتى الشيء المحسوس ! ينكر حتى نفسه !! يقول : والله أنا ما أدري هل أنا فلان أو غيره .
ويذكر أن رجلين منهم أرادا النوم فقال أحدهما للآخر : أخشى أن نغلط إذا استيقظنا من النوم ، أن نغلط لا أدري هل أنا نفسي أو أنت ، فقال أحدهما : لنربط حبلين في كل واحد منا ، تربط أنت حبلا أحمرا ، وأنا أربط حبلا أخضرا ، من أجل إذا قمنا لا نغلط ، لا نحسب أنك أنت أنا وأنا أنت ! هل يمكن أن يقال أن هؤلاء عقلاء ؟! .
أبدا، ينكرون كل شيء محسوس حتى المحسوسات ، تقول هذه الشمس ، قال لا لعلها القمر ! . يا رجل نحن في النهار كيف تكون القمر ؟ قال : سبحان الله ربما تكون القمر، هذه السيارة ، يقول ما أدري ربما تكون هذه طيارة ! أو ربما تكون مسجل أو ربما تكون راديو، ومع ذلك يقولون عن أنفسهم إنهم عقلاء. أقول إن الأشياء المحسوسة لا ينكرها إلا شخص مكابر مثل السفسطائية ، أما الأشياء الغيبية فهي التي يمدح على الإيمان بها أو يذم.