من خصال المنافقين : كثرة الحلف. حفظ
الشيخ : والعجب أن هؤلاء المنافقين يقولون هذا القول ويحلفون عليه ويشهدون به ، ولكنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون، استمع إلى قوله تعالى : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) شهادة مؤكدة بـ : إن واللام (( نشهد إنك لرسول الله )) فقال الله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) لكاذبون في قولهم إنهم يشهدون أن محمّدا رسول الله، وهنا نسأل ما فائدة إدخال قوله : (( والله يعلم إنك لرسوله )) قبل إبطال قولهم في قوله : (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) ؟ . أنتم فاهمين السؤال ؟ .
الطالب : نعم.
الشيخ : أقول ما الفائدة من إدخال قوله : (( والله يعلم إنك لرسوله )) بين قولهم : (( نشهد إنك لرسول الله )) وتكذيب الله لهم في قوله : (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) ؟.
الطالب : ... (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) بعد شهادتهم ، قد يفهم أن الله سبحانه وتعالى يبقي شهادتهم بأن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : طيب تمام.
الطالب : ولكن أعقبها بعد ما بين أن الله يعلم أن الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : أحسنت تمام، لو كان سياق الآية : (( قالوا نشهد إنك لرسول الله )) (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) لتوهم الواهم أن الله يشهد بشهادة المنافقين بأن محمّدا رسول الله، يعني يشهد أنهم كاذبون في أن محمّدا رسول الله ، وهذا لا يمكن أن يقع ، ولهذا بدأ الله بإثبات رسالته قبل أن يأتي بإبطال قولهم لئلا يحصل هذا المحذور .
ولماذا يحلفون ويشهدون بأنه رسول الله ؟ . قال : (( اتخذوا أيمانهم جنّة )) فهذا سلاحهم أمام الناس الأيمان، ولهذا إذا رأيت الإنسان يكثر الأيمان في إثبات ما يقول فاتهمه ، ليس بالنفاق ولكن اتهمه بالكذب ، إذا صار كل ما تكلم قام وحلف معناه أنه غير واثق من نفسه ، ولا يرى أن الناس يثقون به إلا بالأيمان ، فاتهمه .
ولا ينبغي للإنسان أن يحلف إلا على أمر هام جدا أو إذا طلب منه أن يحلف ، أما أن يكون في كل إخباراته يحلف فهذا خطأ.