القسم الأول : العبودية العامة . حفظ
الشيخ : عبودية عامة تشمل كل من في السموات والأرض من مؤمن وكافر وبر وفاجر ومطيع وفاسق ، ومنها قوله تعالى : (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) وهذه العبودية هي الخضوع لحكم الله الكوني ، فما من أحد في السموات والأرض إلا وهو خاضع لحكم الله الكوني ، فها هو فرعون رأس الطغاة خضع لحكم الله الكوني ، أغرقه الله عز وجل بالماء الذي كان يفتخر به عند قومه ويقول : (( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )) ؟ أهلكه الله بجنس ما يفتخر به بماذا ؟ بالغرق أغرقه الله تعالى أغرقه حتى إذا أدركه الغرق قال : (( أمنت بالذي آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين )) فقيل له : (( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) ، وهو أطغى الطغاة إذن هو عبد لله بمقتضى الحكم الكوني أو الشرعي ؟ الكوني وقال الله تعالى عن عاد قوم هود : (( فأما عاد فاستكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة )) فقال الله تعالى : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وتأمل قوله أن الله الذي خلقهم ، ولم يقل أن الله الذي خلق السموات والأرض بل قال : أن الله الذي خلقهم ليبين لهم الضعف أمام خالقهم عز وجل فالذي خلقهم أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون .