بيان أن النبي صلى الله عليه و سلم له جاه عند الله تعالى . حفظ
الشيخ : فإذا قال قائل : هل تنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم له وجاهة عند الله إيش تقول ؟ هل للرسول وجاهة عند الله ؟ نعم لا شك قال الله في موسى : (( وكان عند الله وجيهاً )) وقال في عيسى : (( وجيهاً في الدنيا والآخرة )) والنبي عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل فهو وجيه عند الله عز وجل لكن وجاهته لا تستلزم بل ولا تقتضي أن يكون شريكاً مع الله عز وجل فالله وحده هو الذي بيده ملكون السموات والأرض وهو الذي أعطى هؤلاء الفضل والوجاهة ليسوا ملكوها بأيديهم وقوتهم وحولهم وحذقهم ولكن بفضل الله ولهذا قال الله تعالى عن سليمان : (( ولقد آتينا داوود وسليمان علماً )) آتينا شوفت الإيتاء من أين ؟ من الله وقال : (( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )) فأقر لله بالفضل ، فالوجاهة التي للرسل صلوات الله وسلامه عليهم هي من الله ، ولا تستلزم بل ولا تقتضي أن يكون لهم شركا فيما يختص به الله عز وجل ومن الذي يكشف السوء ؟ الله وحده حتى الرسل لا يستطيعون ذلك ، ألم تعلموا أن محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، قد شج في وجهه شجه أراذل عباد الله الكفار قد كسرت رباعيته نعم ، عثر في حفرة حتى أغمي عليه أو كاد أليس هذا قد حصل ؟ فإذن الرسل كغيرهم في هذه الأمور من البشر لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعاً ولا ضراً ومن دون الرسل كذلك بل هم أبعد من أن يملكوا لأحد نفعاً أو ضراً .