الحث على الرفق بالناس في الصلاة . حفظ
الشيخ : ولا يخفى علينا جميعاً ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ، معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يذهب إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة فشرع ذات ليلة بسورة البقرة وكان معه رجل من أهل المزارع وتعرفون أن صاحب الزرع يكون مستعجلاً متعباً يريد النوم ، فلما شرع في البقرة انصرف الرجل وترك الصلاة معه وصلى وحده فتكلم في حقه معاذ بن جبل ولكن لما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم على معاذ وقال له : ( يا معاذ أتريد أن تكون فتاناً ) ما معنى فتاناً ؟ يعني صاداً عن سبيل الله ، لأن لإمام إذا طول هذا التطويل ترك الناس الصلاة معه فتركوا صلاة الجماعة فهذا اللذي يقوم بالناس بخمس أو سبع أو تسع سرداً قد ينفر الناس ويشق عليهم فالإنسان إذا صلى وحده يصلي ما شاء إذا صلى بالناس لا بد أن يراعي أحوال الناس لأنه ولي أمر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم ) ما الجواب ؟ ( فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به ) فالإنسان الذي له ولاية على طائفة من الناس يجب أن يراعي الناس إذا كان إماماً فليخفف .