القول الراجح في مسألة غسل الجمعة . حفظ
الشيخ : لكن القول الراجح عندي أن غسل الجمعة واجب وأننا لا نستطيع أن نقابل الله يوم القيامة إذا سألنا ماذا أجبتم المرسلين ، لا نستيطع أن نقول أجبنا فقلنا إن معنى واجب أي متأكد ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق وأعلمهم بحكم الله وأنصحهم لعباد الله لا يمكن أن يأتي بلفظ يحتمل الوجوب بل هو راجح في الوجوب ويريد غير الوجوب أبداً ، وأما أثر سمرة فمعلوم ما قيل في رواية الحسن عن سمرة ومن قرأ اللفظ : ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمة ومن اغتسل فالغسل أفضل ) علم بأن هذا اللفظ يضعف أن يكون منسوباً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في غاية ما يكون من الفصاحة والإنسان الذي تتكرر منه قراءة الأحاديث يمكن أن يعرف أن هذا لفظ النبي وأن هذا ليس بلفظه وإن لم يرجع إلى السند فالفظ فيه شيء من ركاكة ، وأما أثر عمر فهو لأن يقول حجة للقول بالوجوب أقوى من أن يكون حجة على القول بالوجوب ووجه ذلك أن عمر رضي الله عنه يبعد أن يوبخ عثمان بن عفان وهو من السابقين الأولين على ترك أمر مستحب أمام الناس ثم يستدل على هذا التوبيخ بأمر النبي صلى الله عليه وسلم والأصل في الأمر الوجوب ، وأما كونه لم يأمره أن يذهب ليغتسل فلأن أصل الغسل لأجل الصلاة ولو ذهب يغتسل ربما تدركه الصلاة فيكون قد اشتغل بالوسيلة عن الغاية وهذا خلاف الحكمة وعلى هذا فليس في أثر عمر هذا دليل على عدم وجوب الغسل ، فأنا أنصح كل واحد أن يغتسل للجمعة وأن لا يدع الغسل لأجل أن يحتاط لنفسه حتى لا تنشغل ذمته وهو لا يدري ، طيب