سائل يقول : بعض الناس إذا مات لهم ميت بقوا في البيت ثلاثة أيام لإستقبال المعزين فهل لهذا أصل ؟ حفظ
السائل : بعض الناس إذا مات لهم ميت بقوا في البيت ثلاثة أيام لاستقبال المعزين فهل لهذا أصل ؟
الشيخ : هذا ليس له أصل يعني بقاء الناس في البيت يستقبلون المعزين ثلاثة أيام أو أكثر هذا ليس له أصل ، وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وهذا عمل الصحابة بيننا والمسألة ليست مأخوذة بالتخرص ، المسألة بدليل ولسنا نحن الذين نعترض على قضاء الله وقدره في إقامة المآثم ، الموت بيد الله والحياة بيد الله والمصائب بيد الله والحسنات بيد الله ، كل شيء بيد الله عز وجل ، موقفنا من هذه المصائب هو أن نقول كما قال الصابرون ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ) ولعلكم قد سمعتم قصة أم سلمة رضي الله عنها ، ما هي أنت الذي التفت ، ما هي ؟ قصة أم سلمة أن أبا سلمة لما توفي أبا سلمة رضي الله عنه وكان ابن عمها ومن أحب الناس إليها أصيبت به لأنه زوجها وابن عمها وحبيبها فأصيبت به وكانت رضي الله عنها قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول اللهم آجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيراً منها ) فقالت هذا القول وكانت في نفسها تقول : من خير من أبي سلمة ؟ من خير من أبي سلمة هي لم تقل هذا شك فيما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن ، طيب هل ليست حين قالت ذلك شاكة في قول الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكنها تفكر من خير من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتها خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم خيراً من أبي سلمة ، طيب أقول أن الذين يصابون بالميت ليس من وظيفتهم أن يفتحوا أبوابهم للناس للعزاء والاجتماع واتلاف الأموال وإضاعتها وأيقاظ السرج وإحضار القراء ، كل هذا من البدع ونحن أمة مسلمة لنا سلف فالواجب علينا أن نتبع سلفنا في هذا فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يجلس لتلقي العزاء والصحابة لم يجلسوا لتلقي العزاء وإنما قالوا ما قال الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون ، انتبه يا أخ ، لكن قد يقول قائل : هذا أمر جرى بيننا ومن عاداتنا وتقاليدنا ولو أننا تركنا ذلك ، لو تركنا ذلك لقالوا إن هؤلاء يكرهون هذا الميت ويفرحون بموته لأنهم لم يقيموا الأحزان عليه والجواب عن هذا أن نقول : هذا غير مسوغ ولا مبرر لأن نفعل هذا الشيء الذي لم يفعله أسلافنا ، وهل أغنى الذين احتجوا بآبائهم هل أغنى احتجاجهم عنهم شيئاً الذين قالوا : إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون هل نفعهم ذلك ؟ لا نقول نحن نأتيكم بما هو خير من ذلك ، أن تقولوا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها وتغلق الأبواب ، وقد بلغني عن بعض الناس أنهم يجتمعون في البيوت كأنها ليالي عرس ، ويصنعون الموائد ويحضرون القراء الذي يقرأ ويتباكى وإذا لم يحصل على دموع من عينيه بلها بريقه وتجده والعياذ بالله ، يأخذ أموال الناس على أمر لا يستفيدون منه ، لماذا لا يستفيدون لأن هذا الرجل إنما قرأ من أجل المال ، وكل عمل يتقرب به إلى الله إذا قصد به المال صار حابطاً باطلاً فيكون هذا القارئ أخذ مالاً بغير حق ولم ينتفع الميت بقراءته ونحن أعناه على الإثم حيث حملناه على أن يريد بكلام الله شيئاً من الدنيا بعد هذا قد يقول قائل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً ، ـ حين حين جاء نعي جعفر ـ قال : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما شغلهم ) فما جوابنا على هذا ؟ الجواب عن هذا أن نقول هل الناس اجتمعوا عند آل جعفر ؟ أبداً قال : اصنعوا لآل جعفر أهل البيت فقط ثم علل قال أتاهم ما يشغلهم لأنه في ذلك الزمن يحتاج أهل البيت إلى طبخ وإلى تعب في تحصيل الطعام يمضي على النبي صلى الله عليه وسلم شهران أو ثلاثة لم يوقد في بيته نار وإنما طعامهم التمر والماء فإذا كان الأمر كذلك فإن الموجود في ذلك الوقت ليس موجوداً في وقتنا هذا ، هل يمكن أن ينشغل أهل الميت عن إصلاح الطعام لهم بسبب المصيبة ؟ لا يرسلون أصغر صبيانهم إلى المطعم ويأتيهم بما شاؤوا من الطعام فليس هناك ما يشغل عن الطعام أبداً فالواجب يا إخواني ، أنا أوجه هذا القول إلى أعيان البلاد وإلا طلبة العلم فيها أن يقضوا على هذه البدعة المنكرة التي فيها إضاعة المال وإضاعة الأوقات وإرادة غير الله بما يتقرب به الله كقراءة المقرئ ويكونون بذلك قد وافقوا السلف في هديهم ومن المعلوم أن خير الهدي هدي من ؟ هدي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وأننا مأمورون باتباع سلفنا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والعادات توزن بماذا ؟ بميزان الشرع ، فما خالف الشرع وجب إبطاله وما لم يخالف الشرع فإنه يقر ، وما وافق الشرع فإنه يمدح ، فالعادات إذن لها ثلاث حالات انتبه العادات لها ثلاث حالات موافقة للشرع والثاني مخالفة والثالث لا موافقة ولا مخالفة فالموافقة للشرع تحمد والمخالفة للشرع تذم وتبطل وما لم يخالف الشرع فإنها تبقى لا ينهى عنها ولا يؤمر بها لأن الأصل في العادات هو الحل . نعم
الشيخ : هذا ليس له أصل يعني بقاء الناس في البيت يستقبلون المعزين ثلاثة أيام أو أكثر هذا ليس له أصل ، وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وهذا عمل الصحابة بيننا والمسألة ليست مأخوذة بالتخرص ، المسألة بدليل ولسنا نحن الذين نعترض على قضاء الله وقدره في إقامة المآثم ، الموت بيد الله والحياة بيد الله والمصائب بيد الله والحسنات بيد الله ، كل شيء بيد الله عز وجل ، موقفنا من هذه المصائب هو أن نقول كما قال الصابرون ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ) ولعلكم قد سمعتم قصة أم سلمة رضي الله عنها ، ما هي أنت الذي التفت ، ما هي ؟ قصة أم سلمة أن أبا سلمة لما توفي أبا سلمة رضي الله عنه وكان ابن عمها ومن أحب الناس إليها أصيبت به لأنه زوجها وابن عمها وحبيبها فأصيبت به وكانت رضي الله عنها قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول اللهم آجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيراً منها ) فقالت هذا القول وكانت في نفسها تقول : من خير من أبي سلمة ؟ من خير من أبي سلمة هي لم تقل هذا شك فيما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن ، طيب هل ليست حين قالت ذلك شاكة في قول الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكنها تفكر من خير من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتها خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم خيراً من أبي سلمة ، طيب أقول أن الذين يصابون بالميت ليس من وظيفتهم أن يفتحوا أبوابهم للناس للعزاء والاجتماع واتلاف الأموال وإضاعتها وأيقاظ السرج وإحضار القراء ، كل هذا من البدع ونحن أمة مسلمة لنا سلف فالواجب علينا أن نتبع سلفنا في هذا فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يجلس لتلقي العزاء والصحابة لم يجلسوا لتلقي العزاء وإنما قالوا ما قال الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون ، انتبه يا أخ ، لكن قد يقول قائل : هذا أمر جرى بيننا ومن عاداتنا وتقاليدنا ولو أننا تركنا ذلك ، لو تركنا ذلك لقالوا إن هؤلاء يكرهون هذا الميت ويفرحون بموته لأنهم لم يقيموا الأحزان عليه والجواب عن هذا أن نقول : هذا غير مسوغ ولا مبرر لأن نفعل هذا الشيء الذي لم يفعله أسلافنا ، وهل أغنى الذين احتجوا بآبائهم هل أغنى احتجاجهم عنهم شيئاً الذين قالوا : إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون هل نفعهم ذلك ؟ لا نقول نحن نأتيكم بما هو خير من ذلك ، أن تقولوا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها وتغلق الأبواب ، وقد بلغني عن بعض الناس أنهم يجتمعون في البيوت كأنها ليالي عرس ، ويصنعون الموائد ويحضرون القراء الذي يقرأ ويتباكى وإذا لم يحصل على دموع من عينيه بلها بريقه وتجده والعياذ بالله ، يأخذ أموال الناس على أمر لا يستفيدون منه ، لماذا لا يستفيدون لأن هذا الرجل إنما قرأ من أجل المال ، وكل عمل يتقرب به إلى الله إذا قصد به المال صار حابطاً باطلاً فيكون هذا القارئ أخذ مالاً بغير حق ولم ينتفع الميت بقراءته ونحن أعناه على الإثم حيث حملناه على أن يريد بكلام الله شيئاً من الدنيا بعد هذا قد يقول قائل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً ، ـ حين حين جاء نعي جعفر ـ قال : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما شغلهم ) فما جوابنا على هذا ؟ الجواب عن هذا أن نقول هل الناس اجتمعوا عند آل جعفر ؟ أبداً قال : اصنعوا لآل جعفر أهل البيت فقط ثم علل قال أتاهم ما يشغلهم لأنه في ذلك الزمن يحتاج أهل البيت إلى طبخ وإلى تعب في تحصيل الطعام يمضي على النبي صلى الله عليه وسلم شهران أو ثلاثة لم يوقد في بيته نار وإنما طعامهم التمر والماء فإذا كان الأمر كذلك فإن الموجود في ذلك الوقت ليس موجوداً في وقتنا هذا ، هل يمكن أن ينشغل أهل الميت عن إصلاح الطعام لهم بسبب المصيبة ؟ لا يرسلون أصغر صبيانهم إلى المطعم ويأتيهم بما شاؤوا من الطعام فليس هناك ما يشغل عن الطعام أبداً فالواجب يا إخواني ، أنا أوجه هذا القول إلى أعيان البلاد وإلا طلبة العلم فيها أن يقضوا على هذه البدعة المنكرة التي فيها إضاعة المال وإضاعة الأوقات وإرادة غير الله بما يتقرب به الله كقراءة المقرئ ويكونون بذلك قد وافقوا السلف في هديهم ومن المعلوم أن خير الهدي هدي من ؟ هدي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وأننا مأمورون باتباع سلفنا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والعادات توزن بماذا ؟ بميزان الشرع ، فما خالف الشرع وجب إبطاله وما لم يخالف الشرع فإنه يقر ، وما وافق الشرع فإنه يمدح ، فالعادات إذن لها ثلاث حالات انتبه العادات لها ثلاث حالات موافقة للشرع والثاني مخالفة والثالث لا موافقة ولا مخالفة فالموافقة للشرع تحمد والمخالفة للشرع تذم وتبطل وما لم يخالف الشرع فإنها تبقى لا ينهى عنها ولا يؤمر بها لأن الأصل في العادات هو الحل . نعم