سائل يقول : من مشكلات الشباب عدم الإستشارة فيما يقدمون عليه من أمور الدعوة وذلك لقلة التفافهم حول العلماء فهل من كلمة توجيهية حول ذلك . حفظ
السائل : فضيلة الشيخ من مشكلات الشباب عدم الاستشارة فيما يقدمون عليه من أمور الدعوة ولذلك لقلة التفافهم حول العلماء فهل من كلمة توجيهية حول ذلك ؟
الشيخ : أي نعم أقول إن لكل شيء بداية وغاية والشباب يعتبر ابتدائياً في حياته وفي علومه وفي كل أحواله ولم يمارس من الحياة ولم يمارس من الأدلة كما مارسها من هو أكبر منه ولذلك يضيع بعض الشباب الذين من الله عليهم بالهداية ومن عليهم بشيء من العلم يضيع ضياعاً يطيح به وبدعوته فتجده يعرف من العلم طرفاً ويظن أنه بلغ الغاية وأنه أعلم من الأئمة ، أما قيل لي إن بعض الناس بعض هؤلاء الذين أعطاهم الله شيئاً من العلم نوقش في مسألة من المسائل فقيل له إن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة يقول كذا وكذا يقول طيب ومن الإمام أحمد ؟ الإمام أحمد نبي ؟ الإمام أحمد رجل وأنا رجل ، صحيح رجل أنت رجل لكن أنت رجل وصاحب السوق الذي لا يعرف الفاتحة رجل أيضاً ، هل تسوي نفسك أنت برجل السوق الذي لا يعرف إلا الفاتحة إذا كنت أنت رجل والإمام أحمد رجل وصاحب السوق الذي لا يعرف إلا الفاتحة رجل فأنت الآن رجل بين رجلين ، إما أن تلحق نفسك بالأول وإما أن تلحق بالثاني فإذا ادعيت أنك لاحق بالأول قلنا لك لا بل أنت لاحق بالثاني الذي لا يعرف إلا الفاتحة وهل الرجال على حد سواء ؟ نعم لا والله ليسوا على حد سواء ، الإمام أحمد لا شك أنه رجل وأنه غير معصوم لكن عند الإمام أحمد من العلم ومن الورع ومن التقوى ومن الإحجام عما ليس بشرع ما ليس عند كثير من الناس وكان الأليق بهذا الرجل أن يقول هل يصح هذا عن الإمام أحمد إذا كان هذا يصح عن الإمام أحمد فأنا أنظر في الأمر أراجع نفسي وأراجع أدلتي وأراجع ما أنا فيه وإذا تبين لي من قول الله ورسوله أن قول الإمام أحمد ضعيف فحينئذٍ أقول : لا عصمة للإمام أحمد وأنما الحجة فيمن ؟ في كتاب الله سنة رسوله أما أن يجاب بهذه المجابهة من الإمام أحمد ؟ الإمام أحمد رجل وأنا رجل فهذا يدل على إعجاب بالنفس والعياذ بالله نسأل الله العافية ويدل على استهانة بأهل العلم وأهل الحق ولهذا ينبغي للشاب أن لا يكون له طفرة لأن الطفرة تورد الحفرة الطفرة تورد الحفرة فلا ينبغي أن يكون لك طفرة كن متأنياً والذي لا تدركه اليوم تدركه غداً إن شاء الله ، غداً تكون إماماً ويكون قولك حجة اصبر قليلاً فقط ، أما أنك تريد أن تقفز منشرفات الجدر دون أبوابها فهذا خطأ ، فالذي أنصح به إخواني الذين من الله عليهم بشيء من العلم أن يتأنوا وأن لا يقدموا على شيء يوصفون به بالشذوذ وأنا دائماً أكرر قاعدة للطلبة ، أقول : " إذا رأيتم حديثاً يخالف الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تلقاها الأمة بالقبول فتوقفوا لا تأخذونه مسلماً " لأن من صحة الحديث أن لا يكون شاذاً وهذا الحديث الفرد الذي ليس في كتب السنة المعتمدة المشهورة إذا خالف ما في كتب السنة المعتمدة المشهورة يجب أن نتوقف فيه وكثيراً ما نصادف هذا الشيء ونصادمه فإذا رجعنا إلى هذا الحديث الذي تمسك به من تمسك وجدنا أنه ضعيف حتى في السند بقطع النظر عن المتن ، بغض النظر عن المتن فإذا وجدت حديثاً لا يوجد في كتب الأمهات المعتمدة المعروفة بين المسلمين فتوقف فيه لا أقول رده ، لأن رد الشيء بدون إحاطة بدون أن تحيط به علماً خطأ لكن أقول توقف لا تتعجل كذلك إذا رأيت قولاً شاذاً لبعض العلماء مخالفاً لقول الجمهور لا تتعجل بالأخذ به لأنه قد يكون عند الجمهور ما ليس عند هذا الرجل وقد يكون عند الرجل ما ليس عند الجمهور ، الحق لا يختص بناس دون الآخرين لكن متى رأيت أن هذا القول شاذ مخالف لأقوال عامة العلماء المهم أن تتأنى وتنظر أدلة الجمهور لعل عندهم من الأدلة ما لم تعلمه أنت ، وهنا مسألة أنبه عليها وهي في الحقيقة تكدر الإنسان أن بعض الناس الذين ينتحلون بقول معين تجدهم لا يسوقون إلا مايثبت هذا القول ولا ينظرون إلى أدلة من يخالفهم ، حتى أني وجدت والله من علماء أجلة يقدحون في الراوي إذا كان يروي خلاف مذهبهم ، ويووثقونه إذا كان يروي ما يؤيد مذهبهم هذا خطير جداً ، الحق يجب أن تقبله ، فأقول أنه مع الأسف أن بعض الناس يسوق الأدلة التي تؤيد ما ذهب إليه ويغفل أدلة إيش ؟ الآخرين المخالفين مع أن من المعروف أنه لا يمكن إقرار القول مع المخالف إلا بشرطين : انتبهوا لها أيضا قاعدة من قواعد الجدل أو المناظرة ، لا يمكن إقرار القول مع قول المخالف إلا بشرطين :
الشرط الأول : اثبات ما أقررت من القول إثبات أدلته .
والشرط الثاني : الإجابة عن أدلة المخالف .
أما أن تأتي بما يثبت قولك ولا تجيب عن أدلة المخالف فهذا نقص ، وهو خلاف العدل ، العدل أن تأتي بما يثبت قولك وتجيب عن أدلة من يخالفك حتى يتم الأخذ بهذا القول ويزول الاشتباه ، أما ما ذكره السائل من كون الشباب لا يلتفون حول العلماء ، فهذا شيئ واضح ، يعني واقع ما هو واضح واقع ، يوجد بعض الناس لا يلتف حول العلماء ولكن يجب أن نقول بالعدل ويوجد من العلماء من لا يلتفت إلى الشباب فالواقع أن الأمر متبادل من الطرفين كما أنه يوجد من الشباب من يلتفوا حول العلماء ومن العلماء من يلتفت إلى الشباب فالنقص موجود في هذا وهذا يوجد من العلماء من إذا طالبه الشاب أو الناشئ بالدليل في حكم مسألة يزعل يقول ويش أنت اللي تطلب الدليل مني ؟ أنت لا تعرف كوعك من كرسوعك حتى تطلب الدليل ؟!
وأبغى أسأل الآن عن الكوع والكرسوع من يعرفه منكم ؟ ...لكن لا الحين ما يعرفه يالله قم لنا قم ، ارفع يدك وين الكوع ؟
الكرسوع هذا ، شوفوا يا جماعة ((اغسلوا أيدكم إلى المرافق)) صار المرفق كرسوعاً طيب أين الكوع ؟ استرح سبحان الله طيب الكوع هذا ، وهذا أيضاً صار المرفق كوعاً استرح . طيب
الطالب : هذان العظمان
الشيخ : هذان العظمان بينهم جزاك الله خير ،
الطالب : ...
الشيخ : إيه خطأ لكنك أقرب استرح ، لا إله إلا الله عالم ما تعرف كوعها من كرسوعها ؟!
الطالب : ...
الشيخ : يعني كما قال الأخ أي استرح ، صحيح وفي بيت أنشدته سابقاً أظن يقول :
"وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط "
العظم الذي يلي الإبهام هذا ، هذا يسمى كوع ، وما يلي لخنصره هذا الخنصر هذا يسمى كرسوع ، والرسغ ما وسط ما بينهما
" وعظم يلي إبهام رجل ملقب ببوع فخذ بالعلم واحذر من الغلط "
كأني الشاعر يعرف أنه بيغطلون الناس فيه احذر من الغلط طيب من حفظ البيتين ؟ طيب يا لله أعطني إياه البيتين
الطالب : وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط
الشيخ : طيب استرح البيت الثاني ؟
وعظم يلي ابهام رجل ملقب ببوع فخذ بالعلم واحذر من الغلط .
طيب أقول إن بعض الناس يعني بعض العلماء يزعل من الإنسان طالب العلم إذا طلب منه الدليل والحق أنه لا ينبغي أن يغضب من ذلك بل ينبغي أن يفرح بذلك لأن اتجاه النشيء إلى طلب الدليل ينم عن خير وأنهم إنما يريدون الحق لأن الأحكام الشرعية لا تثبت إلا بالدليل فإذا وجدت هذا الناشئ الذي يطلب العلم يسأل عن الدليل قل الحمد لله أنه طلب الدليل لأجل أن يستفيد فائدتين الإنسان إذا بنى الحكم على الدليل استفاد فائدتين :
الفائدة الأولى : الطمأنينة أن يطمئن
الفائدة الثانية : الحجة لأنه لا حجة إلا بدليل ، ولهذا يعتبر من نعمة الله أن يبني الإنسان أحكامه على الدليل ، لكن يلاحط أن لا يذهب بعيداً ويغتر بنفسه أعني طالب الدليل حتى يحتقر الآخرين كما أشرت إليه فيما سبق عن هذا الرجل الذي تكلم بقول يدل على الإعجاب بالنفس وازدراء الغير .