خامسا : أن لا يزول المنكر إلى ما هو أنكر منه مع المثال . حفظ
الشيخ : شرط من الشروط أن لا يزول المنكر إلى ما هو أنكر منه ، يعني لا تنه عن منكر فيفعل المنهي ما هو أكبر وأنكر ، ودليل هذا قول الله تعالى : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) سب آلهة المشركين واجب وعيبها واجب ، لكن إذا كان يترتب عليه سب رب العالمين المنه عن كل عيب ونقص وجب أن ندع سب آلهة المشركين لأن لو سببنا آلهتهم لسبوا إلهنا عز وجل ، فلا نسب الآلهة لأن هذا المنكر يؤدي إلى ما هو أنكر وأشد ، فترك السب لآلهتهم واجب إذا كان سب الآلهة يؤدي إلى سب الله ، وقد ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه مر بقوم من التتر في الشام مر بهم يشربون الخمر، شرب الخمر منكر أو معروف ؟ منكر ما في إشكال بإجماع المسلمين ولكنه لم ينههم ، ما نهاهم عن الشرب وكان معه صاحب له ، مع شيخ الإسلام صاحب له فقال ما لك لم تنههم قال لو نهيناهم عن شرب الخمر لذهبوا ينهبون أموال المسلمين ويفسدون نساءهم ونهب أموال المسلمين وإفساد النساء أعظم من شربهم للخمر لأن مفسدة شربهم للخمر لا تتعاداهم ومفسدة نهب أموال المسلمين وإفساد نسائهم تتعداهم متعدية والضرر القاصر على فاعله أهون من الضرر المتعدي لغيره وهذا من حكمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، المهم أنه يشترط أن لا يزول المنكر إلى ما هو أنكر منه طيب ، هل يشترط أن يكون الآمر بالمعروف فاعلاً له والناهي عن المنكر مجتنباً له أو لا يشترط ؟ لا يشترط لأننا لو اشترطنا هذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر لأنه ما من إنسان إلا وعنده إخلال بمعروف أو فعل لمنكر ، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون فنقول : يجب الأمر بالمعروف وإن كنت لا تفعل والنهي عن المنكر وإن كنت تفعله لأنك لو تركت الأمر بالمعروف وأنت لا تفعله تركت مأمورين وهما : فعلك وأمرك .