سائل يقول : من الله و الحمد لله على الكثيرين بالإعتكاف إلا أنهم بين طرفي نقيض فمنهم قاطع لإخوانه تارك البشاشة في وجوههم حتى لا يجره ذلك إلى الكلام معهم ظنا منه أن هذا ليس من الطاعة و البعض الآخر مفرط في الكلام و المزاح بدون مراعاة لحدود ذلك نرجو توجيه كلمة لإخواننا بذلك ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : من الله على الكثيرين والحمد لله بالاعتكاف إلا أنهم بين طرفي نقيض فمنهم قاطع لإخوانه تارك البشاشة في وجوههم حتى لا يجره ذلك إلى كلام معهم ظناً منه أن هذا ليس من الطاعة ، والبعض الآخر مفرط في الكلام والمزاح بدون مراعاة لحدود ذلك نرجوا توجيه كلمة لإخواننا بذلك ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا شك أن الاعتكاف هو لزوم الإنسان للمسجد تفرغاً لطاعة الله واحتساباً وارتقاباً لليلة القدر كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف يتحرى ليلة القدر ، ولكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان عبوساً مقطباً لا يتحدث لأحد ولا يفتح صدره له . فإن هذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً ويزوره بعض أهله ويتحدث إليهم كما جرى ذلك لهم مع صفية بنت حيي رضي الله عنها حين جاءت عنده فتحدثت ساعة من الليل ( ثم قام صلى الله عليه وسلم ليقلبها - يعني يشيعها -، حتى مر به رجلان من الأنصار فأسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، قالوا يا رسول الله إنها صفية بنت حيي قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذين الرجلين : على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله - يعني ليس عندنا ما يوجب الشك - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإن خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً ) فالحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث إلى أهله وأنس بهم وهكذا ينبغي للمعتكف أن لا يكون مفرطاً ولا مفرطاً لا يمضي أوقات اعتكافه بالتزاور بينه وبين إخوانه وبإضاعة الوقت في كلام ليس بنافع ولهذا قال العلماء : يستحب للمعتكف اشتغاله بالقرب واجتناب ما لا يعنيه .