سائل يقول : نرى بعض الحجاج أوالمعتمرين أثناء تأديتهم للمناسك معهم كتيبات يقرؤون بها فما حكم ذلك في الطواف والسعي وعرفة وغيرها ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ سائل يقول : نرى بعض الحجاج أوالمعتمرين أثناء تأديتهم للمناسك معهم كتيبات يقرؤون بها فما حكم ذلك في الطواف والسعي وعرفة وغيرها ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا السؤال ، سؤال مهم عظيم ينبغي الاعتناء به ومحاولة إصلاح الأمة بالنسبة إليه وذلك أن الناس الآن اعتادوا أن يحملوا معهم في الطواف وفي السعي وفي غير ذلك من مواقف الحج والعمرة ، تحمل أدعية مخصصة كل شوط له دعاء وكل مكان له دعاء فالطواف له دعاء في كل شوط وكذلك دعاء عند مقام إبراهيم ودعاء عند زمزم ودعاء في أماكن أخرى ليس لها أصل من الشرع لا في الأماكن المخصصة لها ولا في الكيفية ولا غير ذلك ، ولنبدأ بالطواف مثلاً ، يحمل الطائف كتاباً فيه دعاء لكل شوط كل شوط له دعاء ولا يمكن أن يدعوا دعاء الشوط الأول في الشوط الثاني ولا العكس لأنه يرى أنه لا بد أن تنفذ هذا الدعاء في الشوط الأول ولا تزيد عليه ، حتى إنه أحياناً إذا كان المطاف واسعاً فإنه سوف يدور على الكعبة بسرعة فيصل إلى الركن اليماني بل إلى الحجر الأسود إذا استمر في الدعاء قبل أن ينتهي دعاء الشوط فماذا يصنع إذا انتهي ؟ يقف حتى إنه يقف على المضاف قبل أن يقول المضاف إليه ويترك المضاف لماذا ؟ لأنه وصل إلى نهاية الشوط ، وإذا كان المطاف مزحوماً فسوف ينتهي الدعاء قبل أن يصل إلى غاية الشوط فماذا يصنع ؟ يسكت ما يدعو الله لماذا لأن الشوط الأول له دعاء خاص والثاني له خاص إلى آخره ولا شك أن هذا يضر الطائف لأن الطواف ليس فيه سكوت الطواف كله ذكر قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) ، ومن مضرة هذا الدعاء مع كونه بدعة فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصص لكل شوط دعاء معين ومن مضار هذا الدعاء أن الداعي يتلوه وهو لا يعرف معناه ولعلكم سمعتم العجب العجاب ممن يحملون هذه الأدعية أو هذه الكتيبات ولا يعرفون ما معناها فقبل كم سنة سمعت واحداً منهم يدعوا يقول : اللهم أغنني بجلالك عن حرامك ، بجلالك عن حرامك ما معنى جلالك يريد أن يقول بحلالك لكن يمكن خطأ في المطبعة فقال : بجلالك عن حرامك ، وسمعت في هذا العام من يقول : اللهم اجعله حجاً مبروراً فأمسكت بالرجل وقلت تعال أنت معتمر ولا حاج ؟ قال أنا معتمر ولكنه يتابع المطوف أمسكت المطوف قلت كيف تقول حجاً مبروراً وهم يقولون نحن معتمرون ما حججنا قال سيحجون فيما بعد ، وهذا أيضاً من الأضرار يعني يدعون بأشياء غير واقعية بناءً على هذه الكتيبات .
ثالثاً : أنهم يتلونها تلاوة الأمي الذي يقرأها حرفاً لا معنى لأنك لو سألت غالبهم عن معاني ما يتلوه ويقرأه لقال : والله لا أعرف
رابعاً : أنهم يأتون بأدعية لا أساس لها في السنة بل بعض الأدعية يكون منكراً نسمعهم يقولون : يا نور النور يخاطبون بذلك من ؟ الله عز وجل أي في القرآن والسنة أن الله موصوف بأنه نور النور أو مسمى نور النور الذي في القرآن والسنة : (( الله نور السماوات والأرض )) ولم يرد في القرآن ولا في السنة أن الله سمي بنور النور أو وصف بنور النور وأشياء كثيرة غرائب تسمعها ثم الموضع الثاني عند مقام إبراهيم ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم ثم قرأ إيش ؟ إيش قرأ النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم من مقام إبراهيم ؟ قرأ : (( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )) فقط ، ثم صلى ركعتين خفيفتين ثم انصرف فوراً ولم يبق في مكانه مع أن الذين يصلون خلف المقام الآن تجدهم يصلون صلاة طويلة ويجلسون بعد الصلاة ويدعون بأدعية لا أصل لها من السنة يقول هذا دعاء مقام إبراهيم وهذا منكر أين في السنة أن لمقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعاء معين ، ثم مع كون هذا الأمر الذي يفعلونه بدعة ما أنزل الله به من سلطان يؤذون المصلين الذين يصلون خلف المقام يشوشون عليهم حتى إن الرجل لينصرف من صلاته وهو لا يدري ما يقول فيها من أجل هؤلاء
ثالثاً : رأيت من يقف على الإشارة التي تشير إلى أن زمزم في هذا المكان يقف ويدعوا ما أدري هل عندهم لزمزم دعاء معين ؟ هذا أيضاً من المنكر من قال إن زمزم لها دعاء معين ؟ من قال هذا ؟ هذا أيضاً من البدعة وفي تشويش على المصلين وفيه أيضاً حجز للناس عن المسير ، الذين يطوفون أو يتقدمون من الطواف إلى مقام إبراهيم ، والسعي كذلك مثله كل شوط له دعاء فلو أن إخواناً طلبة العلم بصروا من يتصلون به في هذا الأمر وقالوا إنه منكر لكن لا يفعلون كما يفعل بعض المتهورين يأخذ هذا الكتيب من الحاج يمزقه أمامه أو يرمي به فإن هذا لا شك خلاف الحكمة وخلاف الدعوة إلى الله عز وجل ولقد حدثني شخص قبل أمس حاج ، يقول إني أقرأ بهذا الكتيب وجاءني واحد يقول فأخذه ورماه بعيداً يقول حتى إني اغتظت غيظاً شديداً وخرجت من الطواف وتركت الطواف كله ، من أجل فعله بي وغضبت فأنا قلت يا أخي إذا غضبت اغضب على هذا الرجل ولا تغضب على ربك ، لا تترك الطواف تركك للطواف وانفعالك إلى هذا الحد خطأ ، هو إذا أخطأ في طريق الدعوة إلى الله فإنك ينبغي لك أن تصبر ، فأقول لو أننا كلمنا الناس بسهولة أمسكنا واحداً مثلاً بسهولة السلام عليك ، يا أخي هل أنت تفهم ما تقرأ ؟ إن قال نعم قل اشرح لي الكلمة التي قلت العامي لا يعرف المعنى وحينئذٍ تقول : كيف تدعو الله بشيء لا تعرف معناه لقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر بالرجل إذا أخذه النعاس أن لا يصلي قال فإنه يذهب ليستغفر فيسب نفسه وهو لا يدري ، فأنت الآن ربما تقرأ كلمة على غير الصواب فتكون دعاء عليك لا دعاء لك ، فإذا قال : إذن ما أقول ؟ أنا لا أعرف الأدعية ماذا نقول له ؟ نقول اقرأ القرآن اذكر الله سبح ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة لإقامة ذكر الله ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث العظيم الذي ختم به البخاري رحمه الله كتابه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده ، سبحا الله العظيم ) هل أحد من المسلمين لا يعرف هاتين الكلمتين ؟ ما أظن أن أحد لا يعرفهما فإذا كان كذلك كرر هاتين الكلمتين لتنال هذا الفضل ، حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، لو تبدأ الطواف من أوله إلى آخره سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، لكنت أتيت بالحكمة من الطواف ، فيما بين الركنين اليماني والحجر الأسود تقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) .