الجواب عن قول بعض الزهاد لما رأى فرح الناس يوم العيد فزجرهم . حفظ
الشيخ : وفي هذا دليل على أن الشرع ولله الحمد من تيسيره وتسهيله على العباد فتح للعباد شيئاً من الفرح والسرور في أيام العيد ، وأما ما يذكر عن بعض العباد والزهاد ، أنه مر بقوم يفرحون بأيام العيد فقال هؤلاء أخطؤوا سواء تقبل منهم أم لم يتقبل فإن كان لم يتقبل منهم الشهر فليس هذا فعل الخائفين وإن كان قد تقبل منهم فليس هذا فعل الشاكرين ، فهذا لا شك أنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه فتح لأمته في أيام الفرح من الانطلاق والانشراح الذي لا يخل بالدين والشرع ، كما أنه أباح للإنسان عند الحزن أباح للإنسان عند الحزن أن يحد ثلاثة أيام ، يعني يترك الزينة والطين وما أشبه ذلك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة عشر وعشراً ) وهذا من باب معاملة النفوس بما تقتضيه الأحوال ومعلوم أن أيام العيد تقتضي الفرح والسرور فليجعل للنفس حظاً من الإنطلاق والفرح والسرور في هذه الأيام لكن .