مادة إضافية : تفسير قوله تعالى :" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ... والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .الآية. حفظ
القارئ : (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلى الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ، قل يا أهل الكتاب لم تحادون في ابراهيم ))
الشيخ : عندك قل يا أهل الكتاب ، أعد الآية صوابا
القارئ : (( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ، ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) كفاية .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى: فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ، هذا موجز الدرس الليلة ، وقد أخذنا فوائد الآية السابقة .
قال : فإن تولوا ، الضمير يعود على هؤلاء النصارى الذين طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم المباهلة (( فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) وسبق أنهم امتنعوا عن المباهلة لأنهم يعلمون أنهم لو باهلوا لأخذهم العذاب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حق وهم على باطل
يقول الله عز وجل : (( فإن تولوا )) يعني عن المباهلة وعن اتباعك يا محمد فإنما هم مفسدون ولهذا قال : (( فإن الله عليم بالمفسدين )) ، ولم يقل عليم بهم ، بل أظهر في موضع الإضمار ، الإظهار في موضع الإضمار له فوائد الفائدة الأولى التسجيل ، أو انطباق الوصف في هذا المظهر على من يعود عليه يعني أن هذا الوصف الذي جعل في موضع الضمير ينطبق على مرجع الضمير فكأنه قال : فإن تولوا فإن الله عليم بهم لكن وصفهم بالفساد .
الفائدة الثانية : العموم ، لو جاء الضمير هنا حسب السياق فإن الله عليم بهم ، اختص العلم بمن ؟ بهم هم ، فإذا قال بالمفسدين صار عاماً فيهم وفي غيرهم .
الفائدة الثالثة : أن هذا الفعل الذي حصل من هؤلاء الذين جاء الإظهار في موضع الإضمار عنهم هو نوع من هذا الوصف ، الذي عُبر به في موضع الضمير يعني أن فعله فساد وهو التولي والإعراض عن دين الله
ففي هذه الآية الكريمة من فوائدها : تهديد من تولى عن دين الله عز وجل ، ووجه ذلك : قوله : فإن الله عليم بالمفسدين لأن المقصود من ذكر علمه بهم تهديده وأنه لا يخفى عليه حالهم وسيعاقبهم بما تقتضيه حالهم ، ومن فوائد الآية الكريمة أن التولي عن دين الله فساد ، كما قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وهل التولي نفسه فساد أو أنه سبب للفساد ؟ الجواب على هذا أن نقول : هو فساد وسبب للفساد ووجه كونه فساداً أنه إذا تولي عن دين الله حل محله ما سواه ومعلوم أن دين الله صلاح ، وما سواه فساد ولهذا نجد القوانين المحكمة في عباد الله لا تصلح الخلق ، لا يصلح الخلق منها إلا ما واق الشرع وأما ما خالف الشرع فإنه فساد ، مهما كان واضع القوانين في الذكاء والفهم لأحوال الناس فإنهم إذا وضعوا من القوانين ما يخالف شرع الله فإنه فساد بكل حال ، إذن نفس التولي فساد ثم هو أيضاً سبب للفساد لأن الجدب والقحط وضيق والرزق والفتن كلها سببها المعاصي قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) وقال تعالى : (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) وقال تعالى : (( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) إذن فالتولي عن دين الله فساد وسبب للفساد .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن كل من تولى عن دين الله فهو مفسد وإن زعم أنه مصلح لقوله : (( فإن الله عليم بالمفسدين )) ولهذا قال كثير من المفسرين في قوله تعالى : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال أي لا تفسدوها بالمعاصي ، فكل عاصي فهو مفسد شاء أم أبى ، وكل مطيع لله فهو مصلح لأن بضدها تتبين الأشياء فإذا كان العاصي مفسداً فالطائع مصلحاً لكن الطائع في الحقيقة قد يكون صالحاً بنفسه غير مصلح لغيره وقد يكون صالحاً بنفسه مصلحاً لغيره ، فإذا كان عباداً داعياً إلى الله صار صالحاً مصلحاً وإذا كان عابداً غير داعياً لله صار صالحاً غير مصلح لكنه ليس على وجه التمام في صلاحه لأن من تمام الصلاح أن تدعو إلى الله عز وجل
ثم قال تعالى : قل يا أهل الكتاب : ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) الخطاب في قوله قل ، للرسول صلى الله عليه وسلم وقد مر بنا قاعدة أن الله تعالى إذا صدر الشيء بقل الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقتضي زيادة العناية به لأنه أمر بأن يبلغ هذا الشيء بخصوصه ، وإلا فإن جميع القرآن مأمور النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله .
يا أهل الكتاب ، أهل الكتاب يعني بهم اليهود والنصارى وعلى هذا فالمراد بالكتاب الجنس ليكون شاملاً لإيش ؟ الأخ
ذكرت أن المراد بأهل الكتاب اليهود النصارى وقلت على هذا يكون الكتاب للجنس ليكون شاملاً ؟
الطالب : لليهود والنصارى
الشيخ : لأ ، نعم
الطالب : التوارة والإنجيل
الشيخ : التوراة والإنجيل ، فيا أهل الكتاب يعني يا أهل التوراة والإنجيل وإنما خاطب هؤلاء بأهل الكتاب أو وصفهم بذلك لأنه لا يوجد كتب منزلة باقية آثارها إلى التوراة والإنجيل ولهذا سموا أهل الكتاب وإلا فإنه ما من رسول إلا ومعه كتاب يدعوا به كما قال تعالى : (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم )) معهم يعني مع الرسل الكتاب والميزان لكن الكتب التي بقيت وأثرت وإن كان فيها شيء من التغيير هي التي عند اليهود وعند النصارى ، يا أهل الكتاب من المراد بهم ؟
الطلبة : اليهود والنصارى
الشيخ : اليهود والنصارى طيب هنا لو قال لنا قائل أهل الكتاب فسرها بمرادها وبلفظها .
الشيخ : عندك قل يا أهل الكتاب ، أعد الآية صوابا
القارئ : (( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ، ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) كفاية .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى: فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ، هذا موجز الدرس الليلة ، وقد أخذنا فوائد الآية السابقة .
قال : فإن تولوا ، الضمير يعود على هؤلاء النصارى الذين طلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم المباهلة (( فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) وسبق أنهم امتنعوا عن المباهلة لأنهم يعلمون أنهم لو باهلوا لأخذهم العذاب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حق وهم على باطل
يقول الله عز وجل : (( فإن تولوا )) يعني عن المباهلة وعن اتباعك يا محمد فإنما هم مفسدون ولهذا قال : (( فإن الله عليم بالمفسدين )) ، ولم يقل عليم بهم ، بل أظهر في موضع الإضمار ، الإظهار في موضع الإضمار له فوائد الفائدة الأولى التسجيل ، أو انطباق الوصف في هذا المظهر على من يعود عليه يعني أن هذا الوصف الذي جعل في موضع الضمير ينطبق على مرجع الضمير فكأنه قال : فإن تولوا فإن الله عليم بهم لكن وصفهم بالفساد .
الفائدة الثانية : العموم ، لو جاء الضمير هنا حسب السياق فإن الله عليم بهم ، اختص العلم بمن ؟ بهم هم ، فإذا قال بالمفسدين صار عاماً فيهم وفي غيرهم .
الفائدة الثالثة : أن هذا الفعل الذي حصل من هؤلاء الذين جاء الإظهار في موضع الإضمار عنهم هو نوع من هذا الوصف ، الذي عُبر به في موضع الضمير يعني أن فعله فساد وهو التولي والإعراض عن دين الله
ففي هذه الآية الكريمة من فوائدها : تهديد من تولى عن دين الله عز وجل ، ووجه ذلك : قوله : فإن الله عليم بالمفسدين لأن المقصود من ذكر علمه بهم تهديده وأنه لا يخفى عليه حالهم وسيعاقبهم بما تقتضيه حالهم ، ومن فوائد الآية الكريمة أن التولي عن دين الله فساد ، كما قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وهل التولي نفسه فساد أو أنه سبب للفساد ؟ الجواب على هذا أن نقول : هو فساد وسبب للفساد ووجه كونه فساداً أنه إذا تولي عن دين الله حل محله ما سواه ومعلوم أن دين الله صلاح ، وما سواه فساد ولهذا نجد القوانين المحكمة في عباد الله لا تصلح الخلق ، لا يصلح الخلق منها إلا ما واق الشرع وأما ما خالف الشرع فإنه فساد ، مهما كان واضع القوانين في الذكاء والفهم لأحوال الناس فإنهم إذا وضعوا من القوانين ما يخالف شرع الله فإنه فساد بكل حال ، إذن نفس التولي فساد ثم هو أيضاً سبب للفساد لأن الجدب والقحط وضيق والرزق والفتن كلها سببها المعاصي قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) وقال تعالى : (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) وقال تعالى : (( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) إذن فالتولي عن دين الله فساد وسبب للفساد .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن كل من تولى عن دين الله فهو مفسد وإن زعم أنه مصلح لقوله : (( فإن الله عليم بالمفسدين )) ولهذا قال كثير من المفسرين في قوله تعالى : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال أي لا تفسدوها بالمعاصي ، فكل عاصي فهو مفسد شاء أم أبى ، وكل مطيع لله فهو مصلح لأن بضدها تتبين الأشياء فإذا كان العاصي مفسداً فالطائع مصلحاً لكن الطائع في الحقيقة قد يكون صالحاً بنفسه غير مصلح لغيره وقد يكون صالحاً بنفسه مصلحاً لغيره ، فإذا كان عباداً داعياً إلى الله صار صالحاً مصلحاً وإذا كان عابداً غير داعياً لله صار صالحاً غير مصلح لكنه ليس على وجه التمام في صلاحه لأن من تمام الصلاح أن تدعو إلى الله عز وجل
ثم قال تعالى : قل يا أهل الكتاب : ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) الخطاب في قوله قل ، للرسول صلى الله عليه وسلم وقد مر بنا قاعدة أن الله تعالى إذا صدر الشيء بقل الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقتضي زيادة العناية به لأنه أمر بأن يبلغ هذا الشيء بخصوصه ، وإلا فإن جميع القرآن مأمور النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله .
يا أهل الكتاب ، أهل الكتاب يعني بهم اليهود والنصارى وعلى هذا فالمراد بالكتاب الجنس ليكون شاملاً لإيش ؟ الأخ
ذكرت أن المراد بأهل الكتاب اليهود النصارى وقلت على هذا يكون الكتاب للجنس ليكون شاملاً ؟
الطالب : لليهود والنصارى
الشيخ : لأ ، نعم
الطالب : التوارة والإنجيل
الشيخ : التوراة والإنجيل ، فيا أهل الكتاب يعني يا أهل التوراة والإنجيل وإنما خاطب هؤلاء بأهل الكتاب أو وصفهم بذلك لأنه لا يوجد كتب منزلة باقية آثارها إلى التوراة والإنجيل ولهذا سموا أهل الكتاب وإلا فإنه ما من رسول إلا ومعه كتاب يدعوا به كما قال تعالى : (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم )) معهم يعني مع الرسل الكتاب والميزان لكن الكتب التي بقيت وأثرت وإن كان فيها شيء من التغيير هي التي عند اليهود وعند النصارى ، يا أهل الكتاب من المراد بهم ؟
الطلبة : اليهود والنصارى
الشيخ : اليهود والنصارى طيب هنا لو قال لنا قائل أهل الكتاب فسرها بمرادها وبلفظها .