سادسا : تفاضل الأعمال بحسب المشقة . حفظ
الشيخ : يتفاضل العمل بحسب المشقة يتفاضل العمل بحسب المشقة ، فكلما شق الانسان العمل على الإنسان كان ذلك أعظم لأجره لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ( إن أجرك على قدر نصبك ) أي على قدر تعبك ، قد يكون العمل واحدا لكن يكون من شخص سهلا ميسرا ومن شخص آخر فيه صعوبة ، فنقول للشخص الذي كان العمل عليه فيه صعوبة هو أفضل .
ولكن لاحظوا أيها الإخوة ليس معنى ذلك أن نقول للإنسان دع الرخصة لتشق على نفسك ، فإن ترك الرخصة خطأ ، لأن ( الله يحب أن تؤتى رخصه ) ، فلو قال إنسان مسافر لو قال شخص مسافر أنا يشق علي الصوم ولكن أنا أطلب الأجر وصام في سفره وهو يشق عليه الصوم ، ماذا نقول له ؟ نقول ليس لك أجر ليس لك أجر ، ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زحاما وهو في سفر ، رأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا ؟ قالوا صائم ، قال ليس من البر الصوم في السفر )
( ولما شكى الناس إليه مشقة الصوم دعا بماء بعد صلاة العصر فرفعه على رجله عليه الصلاة والسلام وهو راكب على بعيره وشربه والناس ينظرون إليه ، فبقي أناس من الصحابة لم يفطروا ) وكأنهم رضي الله عنهم جعلوا قرب المغرب مسوغا لعدم الفطر ( فقيل يا رسول الله إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة ) فوصفهم بالعصاة لأنهم لم يفطروا مع المشقة ، إذن لو شق علينا الصوم هنا في مكة من أجل التعب في أداء العمرة فهل نقول حمل نفسك مشقة ولا تفطر أو نقول أفطر ؟ الجواب أن نقول أفطر فالفطر أفضل فالفطر أفضل في هذه الحال ، لأنه من رخصة الله ولا ينبغي للإنسان أن يعدل عن رخصة الله إلى مشقة ، لكن لو كان العمل ليس فيه رخصة يعني لو كان عملا معتادا وشق عليك فلك الأجر أكثر ممن لم يشق عليه. نعود الآن