سائل يقول : هل هناك سنة واجبة وغير واجبة . وما الضابط في ذلك وهل كل فعل للنبي صلى الله عليه وسلم يعتبر سنة . حفظ
السائل : فضيلة الشيخ هل هناك سنة واجبة وغير واجبة ما الضابط في ذلك ، وهل كل فعل للنبي صلى الله عليه وسلم يعتبر سنة ؟
الشيخ : أما باصطلاح الفقهاء فليس هناك سنة واجبة وسنة غير واجبة ، بل السنن عندهم كلها غير واجبة ، وأما في لسان الصحابة فإن السنة منها ما هو واجب ومنها ما ليس بواجب ، فمن الواجب مثلا قول أنس بن مالك رضي الله عنه ( من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا ) وقوله هنا من السنة الواجبة وإلا المستحبة ؟ الواجبة يعني يجب على الزوج إذا تزوج بكرا على ثيب أن يبقى عند البكر سبعة أيام ، وإذا تزوج ثيبا على ثيب أن يبقى عندها أيش ؟ ثلاثة أيام وجوبا مع أن أنس بن مالك عبر بقوله من السنة ، وقد يعبر الصحابة بهذه الكلمة من السنة على الشيء المستحب ، ومنه ما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من السنة وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت السرة ) هذا الحديث ضعيف لكن عُبر عنه أو عبر به بالسنة مع أن المراد السنة غير الواجبة ، أما السنة في اصطلاح الفقهاء فإنها لا تنقسم إلى واجب ومستحب لأن الفقهاء قسموا الأحكام إلى خمسة : واجب وسنة وحرام ومكروه ومباح ، وأما أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم فأفعال النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى أقسام منها ما وقع عنه بمقتضى الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له ، ما وقع بمقتضى الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له مثل النوم الأكل الشرب ، هذا يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام بمقتضى الجبلة ، كل إنسان يأكل ويشرب كل إنسان يحتاج إلى الزواج ، ولكن هذا القسم قد يكون فيه سنة في صفة من صفاته كالأكل مثلا ، الأكل يأكل الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة فلا حكم لهذا الأكل ولكن يتعلق بهذا الأكل صفات من أقوال وأفعال تكون من السنن أو من الواجبات ، فمثلا الأكل يسن فيه
الطالب : ...
الشيخ : أن يقول بسم الله في أوله والحمد لله في آخره ، أن يأكل باليمين ، وأن يأكل مما يليه ، طيب استرح ، التسمية على الأكل سنة واجبة والا غير واجبة ؟ فيها خلاف بعض العلماء قال إنها واجبة وبعض العلماء قال إنها مستحبة ولكن الراجح أنها واجبة وأن الإنسان يجب عليه إذا تقدم اذا قدم إليه الأكل أو الشرب وأراد أن يأكل أو يشرب أن يقول بسم الله ، لأنه إن لم يقل ذلك شاركه في أكله أعدى عدو له ، من ؟ الشيطان ، ثانيا الأكل باليمين سنة والا واجب ؟ نعم ، نقول هو سنة لكن الصحيح أنه سنة واجبة ، وأنه يحرم على الإنسان أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله ، لكن إذا قال أنا آخذ الفنجان باليمين وآخذ الخبز باليسار وآكل من الخبزة وأشرب من الفنجان ، يأكل من الخبزة بأيش ؟ باليسار والفنجان باليمين ، نقول من الذي أعوزك؟ او ما الذي أعوزك إلى أن تأكل وتشرب في آن واحد ، كل باليمين وإذا أكلت باليمين فضع الخبز مثلا واشرب باليمين ، لأنه ليس هناك حاجة أو ضرورة إلى أن تأكل بالشمال وتشرب باليمين ، طيب لو قال آخر أنا إذا شربت باليمين أنا إذا شربت باليمين تلوث الإناء تلوث الإناء يعني الكأس لأن اليمين فيها طعام فإذا أمسكت الكأس باليمين تلوث ، إذًا اشرب بأيش ؟ بالشمال ، نقول هذا أيضا ليس بعذر ، أولا لأن غسل الأواني اليوم سهل ولله الحمد ، ثانيا أنه أحيانا تكون الأواني ترمى إذا استعملت رميت مثل مثل الكأس النايلون هذا ، نعم هذا إذا استعمل ألقي في الأرض ... في الأرض ولا يعاد غسله ، ولكن الشيطان يفتح على الإنسان باب العلل التي يتعلل بها حتى يفعل ما حرم الله عليه ، نقول التسمية على الأكل ؟ الأكل باليمين ؟ واجب ، الأكل بالشمال ؟ حرام ، طيب هذا قسم من أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو ؟ ما فعله على وجه الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له ، لكن قد تعلق به أحكام من حيث الصفات
ثانيا : ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة يعني أنه كان من عادة الناس في عهده ففعله على وجه العادة ، لئلا يشذ عن الناس ، فهذا حكمه الإباحة حكمه الإباحة، وقد تتعلق بأحكام تجعله مستحبا في صفاته أو مكروها ، المهم أن حكمه الإباحة ، طيب مثل الإزار والرداء والعمامة والشعر على القول الصحيح والاكتحال كل هذه الأشياء تفعل على سبيل على سبيل العادة ، فيجوز للإنسان أن يفعل هذه الأشياء إذا كان ذلك من عادة أهل البلد ، أما إذا كان ليس من عادة أهل البلد كاللباس مثلا فإنه لا يفعله ، لأنه لو فعله لكان شهرة وقد نهي عن لباس الشهرة ، لو قال قائل الآن سأذهب إلى البيت وأخرج إلى الناس وعلي عمامة ورداء وإزار نقول هذا خلاف المعروف المعلوم فهو ثياب شهرة فلا تفعل ، طيب كم هذه من قسم ؟ طيب
الوجه الثالث : ما فعله على سبيل التعبد يعني يظهر منه أنه تعبد به ، فهذا واجب عليه حتى يحصل البلاغ ثم يكون بحق الأمة مستحبا ، واجب عليه حتى يحصل البلاغ لقوله تعالى (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ثم يكون مستحبا لأنه ليس به أمر فيبقى مستحبا لقوله تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ))
القسم الرابع : ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بيانا لنص من القرآن أو من السنة فهذا له حكم ذلك النص المبين إن كان النص يدل على الوجوب فهذا للوجوب ، وإن كان يدل على الاستحباب فهذا للاستحباب ، فمثلا قوله تعالى (( وإن كنتم جنبا فاطهروا )) تطهر النبي صلى الله عليه وسلم بالماء للجنابة وعم جميع البدن ، فيكون تعميمه جميع البدن بالغسل واجبا أو مستحبا ؟ واجبا ، لأنه أيش ؟ لأنه لانه تفسير لمجمل ، فعله النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا لمجمل فيكون له حكم ذلك المجمل
طيب إذا قال قائل ما هو الدليل على ذلك ، أليس من الجائز أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل هذا المجمل على صفة معينة لا لبيان الواجب ولكن لبيان مشروعية هذه الصفة ؟ فنقول إذا كان هذا الاحتمال واردا فإنه يبطل هذا التفصيل أي تفصيل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا لمجمل ، نعم.
الشيخ : أما باصطلاح الفقهاء فليس هناك سنة واجبة وسنة غير واجبة ، بل السنن عندهم كلها غير واجبة ، وأما في لسان الصحابة فإن السنة منها ما هو واجب ومنها ما ليس بواجب ، فمن الواجب مثلا قول أنس بن مالك رضي الله عنه ( من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا ) وقوله هنا من السنة الواجبة وإلا المستحبة ؟ الواجبة يعني يجب على الزوج إذا تزوج بكرا على ثيب أن يبقى عند البكر سبعة أيام ، وإذا تزوج ثيبا على ثيب أن يبقى عندها أيش ؟ ثلاثة أيام وجوبا مع أن أنس بن مالك عبر بقوله من السنة ، وقد يعبر الصحابة بهذه الكلمة من السنة على الشيء المستحب ، ومنه ما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من السنة وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت السرة ) هذا الحديث ضعيف لكن عُبر عنه أو عبر به بالسنة مع أن المراد السنة غير الواجبة ، أما السنة في اصطلاح الفقهاء فإنها لا تنقسم إلى واجب ومستحب لأن الفقهاء قسموا الأحكام إلى خمسة : واجب وسنة وحرام ومكروه ومباح ، وأما أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم فأفعال النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى أقسام منها ما وقع عنه بمقتضى الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له ، ما وقع بمقتضى الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له مثل النوم الأكل الشرب ، هذا يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام بمقتضى الجبلة ، كل إنسان يأكل ويشرب كل إنسان يحتاج إلى الزواج ، ولكن هذا القسم قد يكون فيه سنة في صفة من صفاته كالأكل مثلا ، الأكل يأكل الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة فلا حكم لهذا الأكل ولكن يتعلق بهذا الأكل صفات من أقوال وأفعال تكون من السنن أو من الواجبات ، فمثلا الأكل يسن فيه
الطالب : ...
الشيخ : أن يقول بسم الله في أوله والحمد لله في آخره ، أن يأكل باليمين ، وأن يأكل مما يليه ، طيب استرح ، التسمية على الأكل سنة واجبة والا غير واجبة ؟ فيها خلاف بعض العلماء قال إنها واجبة وبعض العلماء قال إنها مستحبة ولكن الراجح أنها واجبة وأن الإنسان يجب عليه إذا تقدم اذا قدم إليه الأكل أو الشرب وأراد أن يأكل أو يشرب أن يقول بسم الله ، لأنه إن لم يقل ذلك شاركه في أكله أعدى عدو له ، من ؟ الشيطان ، ثانيا الأكل باليمين سنة والا واجب ؟ نعم ، نقول هو سنة لكن الصحيح أنه سنة واجبة ، وأنه يحرم على الإنسان أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله ، لكن إذا قال أنا آخذ الفنجان باليمين وآخذ الخبز باليسار وآكل من الخبزة وأشرب من الفنجان ، يأكل من الخبزة بأيش ؟ باليسار والفنجان باليمين ، نقول من الذي أعوزك؟ او ما الذي أعوزك إلى أن تأكل وتشرب في آن واحد ، كل باليمين وإذا أكلت باليمين فضع الخبز مثلا واشرب باليمين ، لأنه ليس هناك حاجة أو ضرورة إلى أن تأكل بالشمال وتشرب باليمين ، طيب لو قال آخر أنا إذا شربت باليمين أنا إذا شربت باليمين تلوث الإناء تلوث الإناء يعني الكأس لأن اليمين فيها طعام فإذا أمسكت الكأس باليمين تلوث ، إذًا اشرب بأيش ؟ بالشمال ، نقول هذا أيضا ليس بعذر ، أولا لأن غسل الأواني اليوم سهل ولله الحمد ، ثانيا أنه أحيانا تكون الأواني ترمى إذا استعملت رميت مثل مثل الكأس النايلون هذا ، نعم هذا إذا استعمل ألقي في الأرض ... في الأرض ولا يعاد غسله ، ولكن الشيطان يفتح على الإنسان باب العلل التي يتعلل بها حتى يفعل ما حرم الله عليه ، نقول التسمية على الأكل ؟ الأكل باليمين ؟ واجب ، الأكل بالشمال ؟ حرام ، طيب هذا قسم من أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو ؟ ما فعله على وجه الطبيعة والجبلة فهذا لا حكم له ، لكن قد تعلق به أحكام من حيث الصفات
ثانيا : ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة يعني أنه كان من عادة الناس في عهده ففعله على وجه العادة ، لئلا يشذ عن الناس ، فهذا حكمه الإباحة حكمه الإباحة، وقد تتعلق بأحكام تجعله مستحبا في صفاته أو مكروها ، المهم أن حكمه الإباحة ، طيب مثل الإزار والرداء والعمامة والشعر على القول الصحيح والاكتحال كل هذه الأشياء تفعل على سبيل على سبيل العادة ، فيجوز للإنسان أن يفعل هذه الأشياء إذا كان ذلك من عادة أهل البلد ، أما إذا كان ليس من عادة أهل البلد كاللباس مثلا فإنه لا يفعله ، لأنه لو فعله لكان شهرة وقد نهي عن لباس الشهرة ، لو قال قائل الآن سأذهب إلى البيت وأخرج إلى الناس وعلي عمامة ورداء وإزار نقول هذا خلاف المعروف المعلوم فهو ثياب شهرة فلا تفعل ، طيب كم هذه من قسم ؟ طيب
الوجه الثالث : ما فعله على سبيل التعبد يعني يظهر منه أنه تعبد به ، فهذا واجب عليه حتى يحصل البلاغ ثم يكون بحق الأمة مستحبا ، واجب عليه حتى يحصل البلاغ لقوله تعالى (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ثم يكون مستحبا لأنه ليس به أمر فيبقى مستحبا لقوله تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ))
القسم الرابع : ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بيانا لنص من القرآن أو من السنة فهذا له حكم ذلك النص المبين إن كان النص يدل على الوجوب فهذا للوجوب ، وإن كان يدل على الاستحباب فهذا للاستحباب ، فمثلا قوله تعالى (( وإن كنتم جنبا فاطهروا )) تطهر النبي صلى الله عليه وسلم بالماء للجنابة وعم جميع البدن ، فيكون تعميمه جميع البدن بالغسل واجبا أو مستحبا ؟ واجبا ، لأنه أيش ؟ لأنه لانه تفسير لمجمل ، فعله النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا لمجمل فيكون له حكم ذلك المجمل
طيب إذا قال قائل ما هو الدليل على ذلك ، أليس من الجائز أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل هذا المجمل على صفة معينة لا لبيان الواجب ولكن لبيان مشروعية هذه الصفة ؟ فنقول إذا كان هذا الاحتمال واردا فإنه يبطل هذا التفصيل أي تفصيل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا لمجمل ، نعم.