مادة إضافية : شرح صحيح البخاري كتاب الإستئذان باب بدأ السلام . حفظ
القارئ : الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
قال البخاري رحمه الله تعالى : كتاب الاستئذان
باب بدء السلام
حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر ..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب الاستئذان ، الاستئذان طلب الإذن طلب الإذن والمراد أن يستأذن الإنسان في الدخول إلى بيت غيره بل أحيانا في الدخول إلى بيته ، وبدأ المؤلف بالسلام لأن السلام استئذان ، (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا )) بعدها (( وتسلموا على أهلها )) وعندي نسخة باب بدو السلام ، بدو بالواو ، نعم ، وهذا إما من باب التخفيف لأنه ما يصلح أن تكون من بدا يبدو لأن بدا يبدو مصدرها بدوّا كغدا يغدو غدوّا لكن الظاهر أنها من باب التخفيف ، نعم
القارئ : حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن )
الشيخ : هذا الحديث خلق الله آدم على صورته ، من المعلوم أن آدم خلق من طين وأنه حادث بعد أن لم يكن وأن الحادث لا يمكن أن يكون كالواجب الوجود ، لأن الحادث جائز الوجود وليس واجب الوجود ، وقد اختلف الناس في قوله ( خلق الله آدم على صورته ) فمنهم من طعن في الحديث ورده وقال " هذا خبر آحاد مخالف للقرآن فلا عبرة به " وذلك أنهم توهموا أن قوله صلى الله عليه وسلم ( خلق آدم على صورته ) أن ذلك يستلزم التمثيل فإذا لزم من ذلك التمثيل صار معارضا لقوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ولغيرها من النصوص الدالة على أن الله لا مماثل له ، ومعلوم أن ما كان هذا شأنه فإنه باطل ، لكن الشأن كل الشأن هل الحديث يدل على ما توهموه ؟ هذا هو موضع الخلاف ، إنما هؤلاء ظنوا أن الحديث يستلزم التمثيل والتمثيل معارض لصريح القرآن ولما يقتضيه العقل فوجب رده ، وقالوا " هذا خطأ هذا خطأ من الناقل "
ومنهم من قال " إن الحديث صحيح ولكن معناه أن الله خلق آدم على صورته على الوجه المذكور طوله ستون ذراعا " ، فجعلوا هذه الجملة مبينة للصورة المبهمة أو المجملة في قوله ( خلق آدم على صورته ) يعني خلقه على هذه الصورة فتكون الجملة ( طوله ستون ذراعا ) مبينة للمجمل في قوله ( صورته )، وعلى هذا فيكون الضمير عائدا على آدم ، على آدم باعتبار أن طوله ستون ذراعا نعم ، وعلى هذا لا يكون الكلام تحصيل حاصل لأن من أهل العلم من رد القول بأن الضمير يعود على آدم بأنه تحصيل حاصل ، خلق آدم على صورته كل شيء مخلوق على صورته حتى الكلب مخلوق هاه ؟ على صورته والذباب مخلوق على صورته وهكذا ، لكن إذا قيل إن الصورة مجملة بُينت بقوله ( طوله ستون ذراعا ) زال الإشكال وصار للإضافة معنى
القول الثاني إن الله خلق آدم على صورته أي على صورة الرب عز وجل ، بمعنى أنه على صورة اختارها ، اختارها أحسن الصور (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) (( لقد خلقنا الإنسان في كبد )) أي في علو لأن الكبد من الأرض الشيء العالي على أحد التفسيرات ، فيكون على صورته أي صورة الله والإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه كما قال ناقة الله وبيت الله ومسجد الله وما أشبه ذلك ، مع أن الناقة والبيت والمسجد مخلوق ؟ مخلوق لكن أضافه إلى نفسه تشريفا وتعظيما فكأنه أضاف الله تعالى هذه الصورة صورة آدم إلى نفسه تشريفا وتعظيما بدليل أنه جاء في هذا الحديث أنه نهى أن يضرب الوجه وأن يقبّح لأنه إذا ضرب عيب حسا وإذا قبح عيب ، اتموا يا جماعة
الطالب : ...
الشيخ : عيب معنى ، وشيء اختصه الله وصوره على ما تقتضيه حكمته لا ينبغي أن يقبح ولا ينبغي أن يضرب فيلحقه العيب حسا أو معنى ، كم هذا ؟ ثلاثة أوجه أو ثلاثة أقوال
القول الرابع أن الله خلق آدم على صورة الرب عز وجل التي هي صورة الله وصفة الله ولكن لا يلزم من كونه على صورته أن يكون مماثلا له ، فإن الشيء قد يكون على صورة الشيء من حيث الجملة ، لا من حيث التفصيل وضربوا لذلك مثلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول زمرة تدخل الجنة وجوههم على صورة القمر وجوههم على صورة القمر، ومعلوم أنهم لم يماثلوا القمر من كل وجه فالقمر ما فيه أنف ولا فيه أعين ولا فيه فم وهم فيهم هذا الشيء لكن على صورة القمر من حيث الجملة ، وحينئذٍ نأخذ بظاهر الحديث نأخذ بظاهر الحديث ونأخذ بالنفي في قوله (( ليس كمثله شيء )) فنقول هم على صورة ، آدم على صورة الله بدون أيش ؟ بدون مماثلة ونكون عملنا بالنصوص كلها ، وهذا كما ترون قوي جدا ، يبقى النظر ما محل الجملة وهو وهي قوله ( طوله ستون ذراعا ) مما قبلها ؟ نقول محلها استئنافية لا للبيان ولكنها لإيجاد معنى مستقل ، مستقل عن الصورة ، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته ثم بين أن طوله ستون ذراعا ، وطول آدم ستون ذراعا ثبت في الصحيحين وغيرهما ولكن ما العرض ؟ جاء في السنن ( أن عرضه سبعة أذرع ) ( عرضه سبعة أذرع )، وأهل الجنة يدخلون الجنة على هذه الصورة طولهم ستون ذراعا وعرض الواحد منهم سبعة أذرع ، وهذا لا يستنكر ولا يستغرب ، إذا كان الناس كلهم على هذا السواء يكون فيه استنكار وإلا لأ ؟ ما في ، بل هذا بل لو كانوا أقل من ذلك أو أعلى هاه ، لاستنكر واستغرب ونفر منه ، ولذلك لو أن الله خلقنا على النصف مما نحن عليه الآن يستغرب وإلا لأ ؟ هاه ، لا يستغرب لكن لو يجي الآن واحد من الناس بالغ كبير على النصف منّا استغربناه ، فالمهم أنه لا غرابة أن يكون الناس يوم القيامة يدخلون الجنة على هذه الصورة ، والشاهد من هذا الحديث أن الله قال له ( اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم قالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوا ورحمة الله )
يستفاد من هذا الحديث أنك إذا سلمت على جماعة تقول السلام عليكم بالجمع وإذا ردوا عليك وأنت واحد يقولون عليك السلام بالإفراد ، ويجوز الجمع ، وإذا سلمت على واحد تقول السلام عليك السلام عليك ، ويجوز أن تجمع فتقول السلام عليكم ، شوف الحديث عندك في الرد ، هاه
القارئ : كل الحديث وإلا ؟
الشيخ : لا بس في الرد في قوله السلام عليك ورحمة الله.
قال البخاري رحمه الله تعالى : كتاب الاستئذان
باب بدء السلام
حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر ..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب الاستئذان ، الاستئذان طلب الإذن طلب الإذن والمراد أن يستأذن الإنسان في الدخول إلى بيت غيره بل أحيانا في الدخول إلى بيته ، وبدأ المؤلف بالسلام لأن السلام استئذان ، (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا )) بعدها (( وتسلموا على أهلها )) وعندي نسخة باب بدو السلام ، بدو بالواو ، نعم ، وهذا إما من باب التخفيف لأنه ما يصلح أن تكون من بدا يبدو لأن بدا يبدو مصدرها بدوّا كغدا يغدو غدوّا لكن الظاهر أنها من باب التخفيف ، نعم
القارئ : حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن )
الشيخ : هذا الحديث خلق الله آدم على صورته ، من المعلوم أن آدم خلق من طين وأنه حادث بعد أن لم يكن وأن الحادث لا يمكن أن يكون كالواجب الوجود ، لأن الحادث جائز الوجود وليس واجب الوجود ، وقد اختلف الناس في قوله ( خلق الله آدم على صورته ) فمنهم من طعن في الحديث ورده وقال " هذا خبر آحاد مخالف للقرآن فلا عبرة به " وذلك أنهم توهموا أن قوله صلى الله عليه وسلم ( خلق آدم على صورته ) أن ذلك يستلزم التمثيل فإذا لزم من ذلك التمثيل صار معارضا لقوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ولغيرها من النصوص الدالة على أن الله لا مماثل له ، ومعلوم أن ما كان هذا شأنه فإنه باطل ، لكن الشأن كل الشأن هل الحديث يدل على ما توهموه ؟ هذا هو موضع الخلاف ، إنما هؤلاء ظنوا أن الحديث يستلزم التمثيل والتمثيل معارض لصريح القرآن ولما يقتضيه العقل فوجب رده ، وقالوا " هذا خطأ هذا خطأ من الناقل "
ومنهم من قال " إن الحديث صحيح ولكن معناه أن الله خلق آدم على صورته على الوجه المذكور طوله ستون ذراعا " ، فجعلوا هذه الجملة مبينة للصورة المبهمة أو المجملة في قوله ( خلق آدم على صورته ) يعني خلقه على هذه الصورة فتكون الجملة ( طوله ستون ذراعا ) مبينة للمجمل في قوله ( صورته )، وعلى هذا فيكون الضمير عائدا على آدم ، على آدم باعتبار أن طوله ستون ذراعا نعم ، وعلى هذا لا يكون الكلام تحصيل حاصل لأن من أهل العلم من رد القول بأن الضمير يعود على آدم بأنه تحصيل حاصل ، خلق آدم على صورته كل شيء مخلوق على صورته حتى الكلب مخلوق هاه ؟ على صورته والذباب مخلوق على صورته وهكذا ، لكن إذا قيل إن الصورة مجملة بُينت بقوله ( طوله ستون ذراعا ) زال الإشكال وصار للإضافة معنى
القول الثاني إن الله خلق آدم على صورته أي على صورة الرب عز وجل ، بمعنى أنه على صورة اختارها ، اختارها أحسن الصور (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) (( لقد خلقنا الإنسان في كبد )) أي في علو لأن الكبد من الأرض الشيء العالي على أحد التفسيرات ، فيكون على صورته أي صورة الله والإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه كما قال ناقة الله وبيت الله ومسجد الله وما أشبه ذلك ، مع أن الناقة والبيت والمسجد مخلوق ؟ مخلوق لكن أضافه إلى نفسه تشريفا وتعظيما فكأنه أضاف الله تعالى هذه الصورة صورة آدم إلى نفسه تشريفا وتعظيما بدليل أنه جاء في هذا الحديث أنه نهى أن يضرب الوجه وأن يقبّح لأنه إذا ضرب عيب حسا وإذا قبح عيب ، اتموا يا جماعة
الطالب : ...
الشيخ : عيب معنى ، وشيء اختصه الله وصوره على ما تقتضيه حكمته لا ينبغي أن يقبح ولا ينبغي أن يضرب فيلحقه العيب حسا أو معنى ، كم هذا ؟ ثلاثة أوجه أو ثلاثة أقوال
القول الرابع أن الله خلق آدم على صورة الرب عز وجل التي هي صورة الله وصفة الله ولكن لا يلزم من كونه على صورته أن يكون مماثلا له ، فإن الشيء قد يكون على صورة الشيء من حيث الجملة ، لا من حيث التفصيل وضربوا لذلك مثلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول زمرة تدخل الجنة وجوههم على صورة القمر وجوههم على صورة القمر، ومعلوم أنهم لم يماثلوا القمر من كل وجه فالقمر ما فيه أنف ولا فيه أعين ولا فيه فم وهم فيهم هذا الشيء لكن على صورة القمر من حيث الجملة ، وحينئذٍ نأخذ بظاهر الحديث نأخذ بظاهر الحديث ونأخذ بالنفي في قوله (( ليس كمثله شيء )) فنقول هم على صورة ، آدم على صورة الله بدون أيش ؟ بدون مماثلة ونكون عملنا بالنصوص كلها ، وهذا كما ترون قوي جدا ، يبقى النظر ما محل الجملة وهو وهي قوله ( طوله ستون ذراعا ) مما قبلها ؟ نقول محلها استئنافية لا للبيان ولكنها لإيجاد معنى مستقل ، مستقل عن الصورة ، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته ثم بين أن طوله ستون ذراعا ، وطول آدم ستون ذراعا ثبت في الصحيحين وغيرهما ولكن ما العرض ؟ جاء في السنن ( أن عرضه سبعة أذرع ) ( عرضه سبعة أذرع )، وأهل الجنة يدخلون الجنة على هذه الصورة طولهم ستون ذراعا وعرض الواحد منهم سبعة أذرع ، وهذا لا يستنكر ولا يستغرب ، إذا كان الناس كلهم على هذا السواء يكون فيه استنكار وإلا لأ ؟ ما في ، بل هذا بل لو كانوا أقل من ذلك أو أعلى هاه ، لاستنكر واستغرب ونفر منه ، ولذلك لو أن الله خلقنا على النصف مما نحن عليه الآن يستغرب وإلا لأ ؟ هاه ، لا يستغرب لكن لو يجي الآن واحد من الناس بالغ كبير على النصف منّا استغربناه ، فالمهم أنه لا غرابة أن يكون الناس يوم القيامة يدخلون الجنة على هذه الصورة ، والشاهد من هذا الحديث أن الله قال له ( اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم قالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوا ورحمة الله )
يستفاد من هذا الحديث أنك إذا سلمت على جماعة تقول السلام عليكم بالجمع وإذا ردوا عليك وأنت واحد يقولون عليك السلام بالإفراد ، ويجوز الجمع ، وإذا سلمت على واحد تقول السلام عليك السلام عليك ، ويجوز أن تجمع فتقول السلام عليكم ، شوف الحديث عندك في الرد ، هاه
القارئ : كل الحديث وإلا ؟
الشيخ : لا بس في الرد في قوله السلام عليك ورحمة الله.