أولا : عودة الناس إلى الله تعالى . حفظ
الشيخ : طيب أحسنت يقول من الحكمة أن كثيراً من الناس عادوا إلى الله سبحانه وتعالى عادوا إلى الله لماذا؟ لأنهم علموا أن ما أصابهم فإنه بذنوبهم كل ما أصابنا من المصائب فإنه بذنوبنا ودليل هذا قوله تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وقوله تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) الفساد ظهر في البر والبحر وكلمة الفساد كلمة عامة تشمل كل ما يتصور من فساد فمثلاً: الجدب، الجدب أعني جدب الأرض وعدم نباتها هذا من الفساد، فساد البحر بموت الحيتان وخروجها على الأرض اليابسة وإغلاق المزارع وما أشبه ذلك هذا أيضاً من الفساد الأمواج العظيمة التي قد تدمر السفن وتهلك الأموال وتتلف الأموال وتهلك النفوس هذا أيضاً من الفساد، ما سببه؟ ((بما كسبت أيدي الناس)) ولقد قال الله عز وجل لأشرف الخلق حينما أصابهم ما أصابهم في أحد، وكثير منكم يعلم ما أصاب المسلمين في أحد فقد استشهد من المسلمين في تلك الغزوة كم؟ سبعون رجلاً وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصل من الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما حصل فقد شج وجهه وكسرت رباعيته وسقط في حفرة حفرها بعض المشركين وأصابهم غم بغم قال الله عز وجل: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا )) ما هي التي أصابوا الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : استرح هو صادق التي أصابوا مثليها يعني في بدر فإن المسلمين قتلوا سبعين رجلاً وأسروا سبعين رجلاً وإذا أضفت سبعين إلى سبعين صار مئة وأربعين والذي أصيب به المسلمين في أحد سبعون رجلاً إذن أصابوا في بدر مثلي ما أصابهم في أحد يقول الله عز وجل: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) يخاطب أشرف الخلق (( قل هو من عند أنفسكم )) إذا هذه المصيبة التي اجتاحت الشرق الأوسط لاشك أنها من عند أنفسنا بسبب الظلم خروج بعض الحكّام عن شريعة الله وتحكيمهم للقوانين والنظم المخالفة لشريعة الله وفسق بعض الناس بالخروج عن طاعة الله من إضاعة الصلوات واتباع الشهوات وغير ذلك هذه الأمور تغضب الخالق عز وجل وإذا غضب الله عز وجل على قوم فإنه سوف ينزل بهم العذاب المطابق للحكمة تماماً لما حصلت هذه المصيبة رجع كثير من الناس إلى الله عز وجل حتى إننا سمعنا أن بعض الناس الذين كان عندهم من الفسق ما كان قبل هذه الكارثة بدؤوا يقومون الليل ويصومون من كل أسبوع يومين يومي الإثنين والخميس، وهذا لا شك أنه رجوع وكثير من الناس أيضا تاب من الربا كثير من الناس تاب من الغناء، كثير من الناس فكر في أهله وصار يراعيهم ويأدوهم، اللهم إلا من كان قلبه قاسياً ميتا فهذا لا ينتفع كما قال الله تبارك وتعالى: (( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )) فإن من الناس من قلبه قاسي لم ينتفع بهذه الموعظة وبقي على ما هو عليه من مخالفة أمر الله ورسوله هذه واحدة.