ذكر بعض الأخلاق التي ينبغي أن يكون عليها الشباب على ما يقتضيه الكتاب والسنة . حفظ
الشيخ : ولكن على هؤلاء الشباب أن يكونوا متخلقين بخلق النبي صلى الله عليه وسلم وهو اللين والحكمة كما قال الله تعالى: (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فإذا كان عندهم لين وحكمة ورحمة بالخلق وأن يجعلوا توجيههم ودعوتهم لا انتصاراً لأنفسهم ولكن انتصاراً للحق ورحمة بالخلق حصل على أيديهم خير كثير وذلك بسبب حسن القول ولطافته وسهولته.
يذكر أن بعض الملوك رأى رؤيا فأزعجته رأى أن أسنانه قد سقطت فجمع الناس الذين يعبرون الرؤيا وقال لهم إنه رأى أن أسنانه سقطت فقام واحد منهم وقال: يهلك أهل الملك، يموتون يموت أهل الملك فأمر الملك بأن يضرب هذه العابر قال: اضربوه لماذا؟ لأنه روّع الملك قال: إن جميع أهلك سوف يهلكون فأمر بضربه ثم قام رجل آخر فقال: يكون الملك أطول أهله عمراً فقال أكرموا هذا الرجل والمعنى واحد ولا يختلف؟ المعنى واحد، لأنه إذا هلك أهله قبله صار هو أطولهم عمراً وإذا كان أطولهم عمراً لزم من ذلك أن يهلك أهله قبله فالمهم أن الإنسان ينبغي له أن يستعمل الألفاظ التي تقرب الناس إليه وأن يستعمل اللين بقدر ما يستطيع ولا يستطل الأمر صحيح أن الإنسان ربما لو أخذ الشيء بالقوة قد ينجح لكنه نجاح مؤقت لكن إذا أخذ الشيء بالرفق واللين ربما لا ينجح بسرعة ولكنه في النهاية ينجح ويكون نجاحه عن اقتناع المخاطب والشيء الذي يأتي عن اقتناع ليس كالشيء الذي يأتي عن إكراه وسيطرة الذي يأتي عن اقتناع يكون هذا الذي تخاطبه وتدعوه يكون عوناً لك وداعية معك لكن الذي يأتي عن قوة وسيطرة ربما لا تكون الفائدة إلا أنك كسرته عن هذا الأمر الذي كان يريده فقط وفي غفلة منك قد يعود على ما كان عليه طيب هذه من الفوائد العظيمة وهي أن لشباب الصحوة الإسلامية دور كبير في إنقاذ المجتمع والدفاع عنه وأنه يجب على الحكام أن يراعوا هذا الشباب ذوي الصحوة الإسلامية ويعرفوا قدرهم نعم