كلام الشيخ على الآية ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ) . حفظ
الشيخ : لكننا نحن بفضل من سبقنا من أهل العلم ، تنبهنا لهذه النقطة الهامة ألا وهي ضرورة فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، ومن الدليل على ذلك : قوله تبارك وتعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) هنا دقيقة ولطيفة جداً ، في الآية الكريمة ربنا ذكر سبيل المؤمنين عطفاً على مشاققة الله والرسول ، فقال : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) ما اكتفى بهذه المشاققة عطف عليها قوله : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ، (( نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) تُرى ما هي النكتة من ذكر سبيل المؤمنين ، فلو أن الآية كانت فرضاً : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ترى كانت تفي بالغرض الذي قامت به الآية بتمام : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ؟ نقول : لا ، إذاً هنا نكتة بالغة من ذكر الله عز وجل لجملة : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ، عطفاً على قول رب العالمين : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ، لماذا ذكر هذه الجملة ؟ يتبين لكم الآن لماذا ؟ أي يكون باتباع سبيل المؤمنين الذين اتبعوه بإحسان عليه الصلاة والسلام ، وإلا لو فعلنا كما فعلت المعتزلة والخوارج وركبنا رؤوسنا وسلطنا أفهمانا بل أهواءنا على نصوص الكتاب والسنة ، لضللنا ضلالاً بعيداً .