خامسا : يحصل به الشفاء الحسي والمعنوي . حفظ
الشيخ : من بركته ما يحصل به من الشفاء والشفاء الحاصل بالقرآن نوعان: شفاء معنوي وشفاء حسي
أما الشفاء المعنوي: فهو الشفاء من أمراض القلوب وأمراض القلوب ما يحصل للقلب من الشبهة وما يحصل له من الشهوة، الشهوة يعني الإرادة ماهي شهوة الجنس فهذا فالقرآن الكريم به العلم الذي هو شفاء من الشبهة وبه الإخلاص الذي هو شفاء من الشهوة هذا من بركته وكم من إنسان صلح قلبه بقراءة القرآن إما بنفسه وإما بسماعه من غيره ربما يكون الإنسان أحياناً يستمع القرآن من غيره فيخشع فيه أكثر مما لو قرأه بنفسه ويتبين له من المعاني والحكم والأسرار أكثر مما لو قرأه بنفسه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام مرة لعبدالله بن مسعود أو ( طلب من عبدالله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن فقال يا رسول الله كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )) قال: حسبك -يعني قف- قال فنظرت فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام ) طيب من بركته أنه شفاء للأمراض الحسية أمراض البدن وهذا شيء مشاهد مجرب فكم من إنسان مريض عجز عنه الأطباء شفاه الله بالقرآن الكريم ولعل بعضاً منكم سمع القصة التي وقعت للسرية التي بعثها الرسول عليه الصلاة والسلام فنزلوا ضيوفاً على قوم من العرب ولكن هؤلاء القوم لم يضيفوهم فتنحوا جانباً ثم سلط الله على زعيم ورئيس هؤلاء القوم أن لدغته عقرب وآلمته فقال بعضهم لبعض اذهبوا إلى هؤلاء الركب اسألوهم هل فيهم أحد يقرأ فجاؤوا إلى الصحابة رضي الله عنهم وسألوهم هل عندكم من يقرأ؟ قالوا نعم ولكننا لا نقرأ عليكم إلا بكذا وكذا يعني قطيعاً من الغنم فقالوا: نعم نعطيكم إياها فذهب واحد منهم إلى هذا الذي لدغ وجعل يقرأ عليه سورة الفاتحة فقط فقام الرجل كأنما نشط من عقال يعني كالبعير الذي فك عقاله ما فيه شيء لأنه قرأ عليه سورة الفاتحة ثم أشكل على الصحابة رضي الله عنهم هذا الذي أخذوه من هؤلاء القوم حتى وصلوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( خذوه واضربوا لي معكم بسهم ) قال ذلك من أجل أن يطمئن قلوبهم وأنه حلال لهم ثم قال للذي قرأ على هذا اللديغ سورة الفاتحة ( وما يدريك أنها رقية ) أي ما يعلمك أنها رقية وهذا إقرار له بأن سورة الفاتحة تفيد إذا قرئت على اللديغ هذا من بركة القرآن طيب من بركته؟
الطالب : قراءة القرآن يكون سبباً في رفع المقام في الآخرة عندما يقال له (اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها )
الشيخ : هذه ربما نجعلها أيضاً في الثواب لأن أنواع الثواب كثيرة وهو أن الإنسان يثاب على حسب قراءته ويرقى في درج الجنة إلى آخر آية يقرأها نعم من بركته؟