مسألة: حكم إدخال الطعام للمعتكف إلى المسجد الحرام خفية عن حراس أبواب الحرم المكي . حفظ
الشيخ : مما ينبغي التنبه له: أنه من المعروف أنه يمنع من دخول الأطعمة في المسجد الحرام ومن الناس من يتحيل على إدخال الطعام فيدخله وذلك أنهم يظنون أن المعتكف لا يجوز له الخروج من المسجد للأكل والشرب وهذا أيضاً من الخطأ نحن نقول: كل ما أمر به ولاة الأمور مما لا يخالف أمر الله ورسوله فإن امتثاله من طاعة الله ورسوله دليل ذلك قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) وولاة الأمور لابد أن يكونوا في الناس وأن يكون أمرهم مطاعاً ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم حتى لا تكون الأمور فوضى فلو أننا قلنا إن كل إنسان يركب ما يهواه دون أن يلتفت إلى أمر ولاة الأمور لأصبح الناس فوضى لأن كل واحد يريد أن ينفذ ما يريد فأقول: لا يجوز التحيل على الأمر الممنوع من قبل ولاة الأمر لأن طاعتهم في غير معصية طاعة لله سبحانه وتعالى حيث أمر الله به، يقول بعض الناس أنا أدخل في الطعام وأضعه على سفرة لا يتسرب منها شيء إلى المسجد وأحمي المسجد مما يقع من فضلات الطعام حماية تامة والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً شف صار فقيهاً في هذه الناحية وليس فقيها في قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) يقول نحن نعلم أن ولاة الأمور إنما منعوا من دخول الطعام للمسجد خوفاً من أن يتسرب فضلات الطعام إلى المسجد وتمتهن بالأقدام يدوسها الناس وتتعب المنظفين فإذا كانت هذه هي العلة فأنا سوف أحفظ المسجد تماماً " والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً " ثم يقرر هذا الشيء ويقول لنا: أليس الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً؟ فماذا نقول له لا ولا نعم ولا بلى؟ نقول: بلى الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً ولكن أنت واحد من آلاف الناس إذا قدرنا أنك تأتي بحفظ المسجد تماماً فغيرك لا يأتي به وعندنا قاعدة مقررة ضد القاعدة التي أنت تقول وهي " أن النادر لا حكم له " فالمهم أن المرجع إلى ما دل عليه القرآن من وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية أما لو أمر ولي الأمر بمعصية فمعلوم أن طاعة الله مقدمة على طاعته وأظن أن الوقت قد حان لتلقي الأسئلة