سائل يقول : قال تعالى :" وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا .." الآية ، ما معنى العود هنا نرجو تفصيل الجواب وتبين الإشكال الوارد من أنه هل الرسل عليهم السلام كانوا قبل أن ينزل عليهم الوحي على دين قومهم أي مشركين وهل يمكن أن نقول أن هذه الآية توافق قوله تعالى :" ووجدك ضالا فهدى"؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ قال تعالى: (( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا )) الآية ما معنى العود هنا نرجو تفصيل الجواب وتبيين الإشكال الوارد من أنه هل الرسل عليهم السلام كانوا قبل نزول الوحي عليهم على دين قومهم أي مشركين وهل يمكن أن نقول أن هذه الآية توافق قوله تعالى: (( ووجدك ضالا فهدى )) ؟
الشيخ : هذه الآية لا تدل على أن الرسل كانوا على الشرك الذي كان عليه أقوامهم لأن العود لا يلزم منه سبق، سبق وجود بل يطلق العود على مجرد الموافقة فقولهم: (( لتعودن في ملتنا )) يعني لتوافقوننا على ما نحن عليه من الشرك وهذا كقول شعيب لقومه: (( وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا )) مع أنه ليس على الشرك لكن المراد بذلك موافقة هؤلاء المشركين على ما هم عليه فقط، ولعل من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب أو قال أرض الجزيرة مروجاً وأنهاراً ) فإنه لا يلزم من ذلك أن تكون جزيرة العرب قبل هذا أنهاراً ومروجاً بل معنى تعود أي تصير مروجاً وأنهارا وبناء على هذا التقرير لم يبق في المسألة إشكال أما قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (( ووجدك ضالاً فهدى )) فهو كقوله: (( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك )) يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قبل الوحي على علم بشرع الله حتى أنزل الله عليه الوحي وهداه بما أنزله عليه