بيان خطورة الكلام بغير علم مع ذكر أقسام الجهل وأمثلته . حفظ
الشيخ : إذا قال قائل مثل هذا القول فهل يصح أن يوصف بأنه عالم؟ أجيبوا لا بل إني أقول إن الذي يتكلم بلا علم مدعياً أنه عالم يسمى في الحقيقة جاهلاً مركباً والجهل المركب أسوأ من الجهل البسيط لأن الجاهل البسيط قد عرف قدر نفسه وربما يطلب العلم لأنه عرف أنه جاهل وأما الجاهل جهلا مركباً فإنه لم يعرف قدر نفسه ولا يطلب العلم لأنه يرى أنه عالم وهذه هي المصيبة، الجهل المركب مركب من جهلين أحدهما جهل الإنسان بحاله، والثاني جهل الإنسان بحقيقة الواقع، وأضرب لهذا مثلاً بل ثلاثة أمثلة يتبين بها الجاهل البسيط والجاهل المركب والعالم: سأل سائل متى كانت غزوة بدر فقال المسؤول لا أدري بماذا نصف هذا؟ هذا جاهل جهلاً بسيطاً لأنه عرف قدر نفسه وأنه جاهل بالواقع وقال لا أدري، وسأل آخر فقال غزوة بدر في ذي الحجة ماذا نصف هذا الجاهل؟ بأنه جاهل جهلاً مركباً لأنه جهل متى كانت غزوة بدر وجهل أنه جاهل بذلك ولهذا جزم بأن غزوة بدر كانت في ذي الحجة، وسأل رجلاً ثالثاً فقال متى كانت غزوة بدر؟ فقال كانت في رمضان في السنة الثانية من الهجرة ماذا نسمي هذا؟ هذا عالماً لأنه علم الواقع وتكلم به.