من الآداب : أن يكون عنده حكمة يعرف بها الأمور و يقدرها فلا ينهى عن شيء يترتب عليه مفسدة أكبر منه . حفظ
الشيخ : ومن الآداب آداب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر : ألا تحمله العاطفة على أمر لا تحمد عقباه ويترتب عليه من الضرر أكثر مما يترتب على فعل هذا المنكر. بمعنى أن يكون لدى الآمر الناهي حكمة يعرف بها الأمور ويقدر بها الأمور فلا ينهى عن شيء يترتب على النهي عنه أكثر مما يترتب على فعله. ودليل هذا قول الله تبارك وتعالى : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )). فانظر كيف نهى الله سبحانه وتعالى عن سب آلهة المشركين مع أن سب آلهة المشركين مطلوب لأنه نهى الله عن سبها لأنه ايش؟ يترتب على سب هذه الآلهة التي هي مستحقة للسب سب الله عز وجل الذي هو منزه عن كل نقص. ولهذا قال : (( فيسبوا الله عدوا بغير علم )). فلو رأينا رجلا نصرانيا والنصراني يعبد المسيح ويقول إن الله ثالث ثلاثة. لو سببنا دينه وكان سبنا لدينه يستلزم أن يسب هو دين الإسلام فما الواجب علينا ؟ ألا نسب دينه. و أريد بدينه الدين الذي هو عليه وهو الشرك. أما الدين الذي جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام فهو دين حق ودين توحيد ولهذا قال الله تبارك وتعالى في سورة المائدة : (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )).