سائل يقول : قرأت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب و نزعه بشدة من يده و هكذا الرجل الذي جاء يستشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم نهره , و نجده مع هذا الأعرابي الذي بال في المسجد لم ينهره ، السؤال : متى يكون الإنكار بشدة و متى يكون باللين و هل الحكمة تكون دائما باللين ؟ حفظ
الشيخ : أعد السؤال جزاك الله خيرا.
السائل : قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب ونزعه بشدة من يده وهكذا الرجل الذي جاء يستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم نهره.و نجده مع هذا الأعرابي الذي بال في المسجد لم ينهره. السؤال : متى يكون الإنكار بالشدة ومتى يكون باللين و هل الحكمة تكون دائما باللين؟
الشيخ : الحكمة ليست هي اللين وليست هي الشدة . الحكمة : وضع الأشياء في مواضعها. وقد ذكرنا في نفس التوجيه أو الكلام أنه ينبغي للداعية، وكذلك للآمر الناهي أن يعتبر حال المدعو ، وحال المأمور والمنهي. قد يكون من الحكمة أن يغلظ لهذا الشخص المأمور، والمنهي، أو المدعو .
ولكن إذا دار الأمر بين الشدة أو اللين ماذا نستعمل؟ إذا كان اللين هو الحكمة ، استعملنا اللين. إذا كانت الشدة هي الحكمة ، استعملنا الشدة. إذا دار الأمر بين أن تكون الحكمة في اللين أو في الشدة ، فماذا نعمل؟
نعمل اللين هذا هو الأصل. هذه القاعدة التي ينبغي أن نسير عليها ، فالرجل الذي لبس خاتم الذهب ونزعه النبي صلى الله عليه وسلم من أصبعه حتى رمى به وطرحه وقال : ( يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَضعها فِي يَدِهِ ). هذا تقتضي الحال أن يفعل به هكذا، لأن نهي الرجال عن الذهب، أو عن لبس الذهب أمر معلوم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل- والعلم عند الله - أن فيه شيئاً من التهاون .
لكن لو أن شخصاً رأينا عليه خاتماً من الذهب ولكنه جاهل لا يدري عن الحكم ، فإنه لايستعمل هذه المعاملة أو لا يعامل هذه المعاملة. قال الله تعالى : (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) - ايش؟ - (( إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )). فالذين ظلموا من أهل الكتاب لا نجادلهم بالتي هي أحسن، نجادلهم بالأشد ، لظلمهم.