سائل يقول : ما حكم هذا الدعاء :" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك " وهل للسائلين حق على الله ؟ حفظ
السائل : جزاك الله خيرا ( اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ) ما حكم هذا الدعاء؟ وهل للسائلين حق على الله؟
الشيخ : نعم يجب علينا أولاً أن نعلم أن التوسل إلى الله تعالى قسمان : قسم جائز وقسم ممنوع.
فالجائز : ما جاء به الشرع. والممنوع : ما منعه الشرع.
ولننظر الجائز أنواع : التوسل إلى الله تعالى في حال الدعاء ينقسم إلى قسمين : جائز والثاني ممنوع. ونعني بالجائز هنا ما ليس بممنوع فلا يمنع أن يكون مستحباً.
أولاً : التوسل إلى الله بأسمائه، وهذا جائز، ودليله ؟ لا موجه السؤال لواحد. استرح.
دليله : قوله تعالى: تفضل (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )). الثاني نعم وكذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك ) إلى آخر الحديث.
الثاني : التوسل إلى الله بصفته ومنه ما جاء في الحديث : ( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي ). فإن علم الله الغيب صفة وإلا غير صفة؟ صفة. قدرته على الخلق صفة، وهذا توسل إلى الله تعالى بعلمه وقدرته.
الثالث: التوسل إلى الله تعالى بأفعاله التوسل إلى الله تعالى بأفعاله: يعني أن تدعو الله بشيء ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره، ومنه حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد - ايش؟ - كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ). فإن صلاة الله على إبراهيم وآل إبراهيم من أفعاله. وكذلك أيضاً تقول : ( اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً ). فهنا توسل إلى الله بماذا ؟ بإنزال المطر، وهو فعل من أفعال الله.
الرابع : التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح ، ومنه قوله تعالى : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) . فهنا قال : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) ثم قال : ((فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )). ما هذا التوسل إلى الله بايش؟ بالأعمال الصالحة. ومنه ايضا بالإيمان التوسل إلى الله بالإيمان.
أما العمل الصالح فمنه حديث الثلاثة ( الذين خرجوا في سفر فآواهم الليل إلى غار دخلوه ثم انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الباب، فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله، فانفرجت الصخرة ). كم هذه ؟ خمسة.
السادس : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ، يعني أن تطلب من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله لك، وهذا كثير. ومنه ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة، فدخل رجل فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ) - من أي شيء ؟
الطالب : التوسل الى الله بدعاء ...
الشيخ : صح ومنه قوله حديث أنس ( أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ) يعني من قلة المطر والنبات - ( فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. فغامت السماء وخرجت سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت ).
وقولنا : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته هذا من النوع الجائز ولكنه هل هو من الأمر المشروع يعني يشرع لك أن تقول لشخص ما : ادع الله لي؟
نقول : في هذا تفصيل: إن كان لأمر عام يعني طلبت من هذا الرجل أن يشفع لك في أمر عام لك ولغيرك فهذا لا بأس به. ومنه الحديث الذي أشرت إليه في قصة الرجل الذي جاء إلى نعم
الطالب : ...
الشيخ : الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ). فإن هذا الرجل لم يسأل شيئاً لنفسه، وإنما سأل شيئاً لعموم المسلمين. أما إذا كان لغير عامة المسلمين فالأولى ألا تسأل أحداً يدعو لك إلا إذا كنت تقصد من وراء ذلك أن ينتفع الداعي ينتفع الداعي: فتأتي لشخص وتقول: ادع الله لي، هذا لا بأس به بشرط ألا تقصد به إذلال نفسك بالسؤال، ولكن قصدك نفع الداعي السائل. كيف يكون نفعه؟ لأنه إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك : ( آمين ولك بمثله ). فهذه أنواع ستة كلها جائزة.
أما التوسل الممنوع فهو : أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز، اذا توسل بالمخلوق فهو حرام يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول: اللهم إني أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فإن هذا لا يجوز. وكذلك لو سألت بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز، لأن هذا السبب لم يجعله الله ولا رسوله سبباً. واضح يا جماعة طيب نعم.
الطالب : ( أسالك بحق السائلين ) ...
الشيخ : وأما ما جاء في السؤال ( أسألك بحق السائلين عليك ) فالسائل يسأل هل للسائلين حق؟ والجواب : نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )). وكذلك كان الله يقول إذا نزل إلى السماء الدنيا : ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ). فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله عز وجل والتوسل إلى الله تعالى بفعله لا بأس به نعم تفضل.
الشيخ : نعم يجب علينا أولاً أن نعلم أن التوسل إلى الله تعالى قسمان : قسم جائز وقسم ممنوع.
فالجائز : ما جاء به الشرع. والممنوع : ما منعه الشرع.
ولننظر الجائز أنواع : التوسل إلى الله تعالى في حال الدعاء ينقسم إلى قسمين : جائز والثاني ممنوع. ونعني بالجائز هنا ما ليس بممنوع فلا يمنع أن يكون مستحباً.
أولاً : التوسل إلى الله بأسمائه، وهذا جائز، ودليله ؟ لا موجه السؤال لواحد. استرح.
دليله : قوله تعالى: تفضل (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )). الثاني نعم وكذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك ) إلى آخر الحديث.
الثاني : التوسل إلى الله بصفته ومنه ما جاء في الحديث : ( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي ). فإن علم الله الغيب صفة وإلا غير صفة؟ صفة. قدرته على الخلق صفة، وهذا توسل إلى الله تعالى بعلمه وقدرته.
الثالث: التوسل إلى الله تعالى بأفعاله التوسل إلى الله تعالى بأفعاله: يعني أن تدعو الله بشيء ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره، ومنه حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد - ايش؟ - كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ). فإن صلاة الله على إبراهيم وآل إبراهيم من أفعاله. وكذلك أيضاً تقول : ( اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً ). فهنا توسل إلى الله بماذا ؟ بإنزال المطر، وهو فعل من أفعال الله.
الرابع : التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح ، ومنه قوله تعالى : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) . فهنا قال : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) ثم قال : ((فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )). ما هذا التوسل إلى الله بايش؟ بالأعمال الصالحة. ومنه ايضا بالإيمان التوسل إلى الله بالإيمان.
أما العمل الصالح فمنه حديث الثلاثة ( الذين خرجوا في سفر فآواهم الليل إلى غار دخلوه ثم انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الباب، فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله، فانفرجت الصخرة ). كم هذه ؟ خمسة.
السادس : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ، يعني أن تطلب من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله لك، وهذا كثير. ومنه ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة، فدخل رجل فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ) - من أي شيء ؟
الطالب : التوسل الى الله بدعاء ...
الشيخ : صح ومنه قوله حديث أنس ( أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ) يعني من قلة المطر والنبات - ( فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. فغامت السماء وخرجت سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت ).
وقولنا : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته هذا من النوع الجائز ولكنه هل هو من الأمر المشروع يعني يشرع لك أن تقول لشخص ما : ادع الله لي؟
نقول : في هذا تفصيل: إن كان لأمر عام يعني طلبت من هذا الرجل أن يشفع لك في أمر عام لك ولغيرك فهذا لا بأس به. ومنه الحديث الذي أشرت إليه في قصة الرجل الذي جاء إلى نعم
الطالب : ...
الشيخ : الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ). فإن هذا الرجل لم يسأل شيئاً لنفسه، وإنما سأل شيئاً لعموم المسلمين. أما إذا كان لغير عامة المسلمين فالأولى ألا تسأل أحداً يدعو لك إلا إذا كنت تقصد من وراء ذلك أن ينتفع الداعي ينتفع الداعي: فتأتي لشخص وتقول: ادع الله لي، هذا لا بأس به بشرط ألا تقصد به إذلال نفسك بالسؤال، ولكن قصدك نفع الداعي السائل. كيف يكون نفعه؟ لأنه إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك : ( آمين ولك بمثله ). فهذه أنواع ستة كلها جائزة.
أما التوسل الممنوع فهو : أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز، اذا توسل بالمخلوق فهو حرام يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول: اللهم إني أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فإن هذا لا يجوز. وكذلك لو سألت بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز، لأن هذا السبب لم يجعله الله ولا رسوله سبباً. واضح يا جماعة طيب نعم.
الطالب : ( أسالك بحق السائلين ) ...
الشيخ : وأما ما جاء في السؤال ( أسألك بحق السائلين عليك ) فالسائل يسأل هل للسائلين حق؟ والجواب : نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )). وكذلك كان الله يقول إذا نزل إلى السماء الدنيا : ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ). فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله عز وجل والتوسل إلى الله تعالى بفعله لا بأس به نعم تفضل.