ثانيا : أن يكون الداعية متصفا بالعقل لا تغلبه العاطفة . حفظ
الشيخ : لا بد أن يكون الداعية متصفا بالعقل. ولست أقصد بالعقل هنا عقل الإدراك. ولكني أقصد عقل التصرف الذي هو الرشد لأن العقل عقلان : العقل الأول : عقل إدراك الذي هو مناط التكليف وهو الذي تقرؤونه في الكتب من شروط وجوب الصلاة مثلا العقل . هذا أي عقل هو؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : عقل إدراك الذي ضده الجنون.
والعقل الثاني : عقل الرشد أو عقل التصرف وهو الرشد في التصرف الذي ضده السفه. ولهذا تجدون في القرآن أن ّالله سبحانه وتعالى ينفي العقل عن المشركين مع أن فيهم الأذكياء وفيهم الدهاة وفيهم الذين قد يدركون من الأمور ما لا يدركه المسلم. لكن العقل الذي هو الذي عقل التصرف وهو الرشد مفقود من هؤلاء . فأقول : لا بد للداعية من عقل بحيث يتغلب على العاطفة لأن الداعية الذي عنده غيرة على دين الله ربما تحمله الغيرة على الاندفاع فتكون عاطفته عاصفة تعصف به وتهلكه وتنزع بركة دعوته. لكن إذا كانت العاطفة مقيدة بالعقل الذي هو مقتضى الشرع فإنه حينئذ يكون له أو يكون لدعوته أثر بالغ نافع. وكثيرا ما يفقد الإنسان بركة دعوته بسبب ما عنده من التصرف الذي لا تقتضيه الشريعة ولا يقتضيه العقل.
ولعل بعضكم سمع ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( حين مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك ) - يريد الموت - لأن السام بمعنى الموت. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) يعني إلا الموت. ( فيمر اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم يقولون السام عليك. فمر رجل منهم فقال السام عليك فسمعته عائشة فقالت : عليك السام واللعنة ) ما الذي حملها على هذا؟ الغيرة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام نهاها وبين لها أن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف. وهذا شيء مشاهد ومجرب. ولهذا أنا أقول إنّ هذه البلاد يجب أن تكون هي حاملة مشعل الخير للأمة الإسلامية في كل أقطار الدنيا لكن يجب أن يكون دعاتها على جانب كبير من العلم والعقل.
الطالب : ... .
الشيخ : عقل إدراك الذي ضده الجنون.
والعقل الثاني : عقل الرشد أو عقل التصرف وهو الرشد في التصرف الذي ضده السفه. ولهذا تجدون في القرآن أن ّالله سبحانه وتعالى ينفي العقل عن المشركين مع أن فيهم الأذكياء وفيهم الدهاة وفيهم الذين قد يدركون من الأمور ما لا يدركه المسلم. لكن العقل الذي هو الذي عقل التصرف وهو الرشد مفقود من هؤلاء . فأقول : لا بد للداعية من عقل بحيث يتغلب على العاطفة لأن الداعية الذي عنده غيرة على دين الله ربما تحمله الغيرة على الاندفاع فتكون عاطفته عاصفة تعصف به وتهلكه وتنزع بركة دعوته. لكن إذا كانت العاطفة مقيدة بالعقل الذي هو مقتضى الشرع فإنه حينئذ يكون له أو يكون لدعوته أثر بالغ نافع. وكثيرا ما يفقد الإنسان بركة دعوته بسبب ما عنده من التصرف الذي لا تقتضيه الشريعة ولا يقتضيه العقل.
ولعل بعضكم سمع ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( حين مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك ) - يريد الموت - لأن السام بمعنى الموت. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) يعني إلا الموت. ( فيمر اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم يقولون السام عليك. فمر رجل منهم فقال السام عليك فسمعته عائشة فقالت : عليك السام واللعنة ) ما الذي حملها على هذا؟ الغيرة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام نهاها وبين لها أن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف. وهذا شيء مشاهد ومجرب. ولهذا أنا أقول إنّ هذه البلاد يجب أن تكون هي حاملة مشعل الخير للأمة الإسلامية في كل أقطار الدنيا لكن يجب أن يكون دعاتها على جانب كبير من العلم والعقل.