شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : وعن عبد الله بن عباس قال : اعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء فخرج عمر فقال : الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان فخرج ورأسه يقطر يقول : لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بهذه الصلاة هذه الساعة . حفظ
القارئ : وقال رحمه الله فيما رواه عن عبد الله بن عباس قال : ( اعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء فخرج عمر رضي الله عنه فقال : الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان فخرج ورأسه يقطر يقول : لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بهذه الصلاة هذه الساعة ).
الشيخ : نعم هذا أيضا من الأحاديث المتعلقة بالمواقيت وقوله : ( أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء ). ( أعتم ) يعني أخرها حتى صلاها في العتمة. ( فخرج عمر فقال يا رسول الله رقد النساء والصبيان ) يعني لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أخر الصلاة عن وقتها المعتاد ( فخرج ورأسه يقطر وقال :إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ). خرج ورأسه يقطر لأنه كان مغتسلا لأن الوضوء لا يمكن أن يقطر منه الرأس إذ أن فرض الرأس في الوضوء هو المسح. والمسح لا يمكن أن يكون منه قطرات لكنه عليه الصلاة والسلام قد اغتسل. فقال : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ).
طيب. هذا الحديث يدل على أن الأفضل في صلاة العشاء هو التأخير لكن إلى متى؟ إلى ثلث الليل ولا يجوز أن تؤخر إلى ما بعد نصف الليل إلا أنه يجب على الإمام أن يراعي المأمومين فإذا كان الرفق بهم بالتقديم فليقدم. وإذا كان بالتأخير فليؤخر على الأصل. ولهذا جاء في حديث جابر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء أحيانا يعجل وأحيانا يؤخر إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أخروا أخر ). لكن إذا تساوى الأمران فالتأخير أفضل. وإذا شق فالتقديم أفضل. فإذا كان الإنسان أمير نفسه في الصلاة مثل أن يكون في مكان ليس حوله مسجد. وسألنا وقال : أيهما أفضل أن أصلي العشاء في أول وقتها أو في آخره قلنا : أجيبوا.
الطالب : ... .
الشيخ : في آخره. ولو سألت المرأة في بيتها هل الأفضل أن تقدم الصلاة أو تؤخرها ؟ قلنا : الأفضل أن تؤخرها أعني صلاة العشاء لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ).