سائل يقول : ما هو الإعتكاف و ما هي شروطه و كيف يكون و هل يجوز للمعتكف الخروج للأكل و الشرب ؟ حفظ
السائل : يقول السائل ما هو الاعتكاف؟ وما هي شروطه؟ وكيف يكون؟ و هل يجوز للمعتكف الخروج للأكل و الشرب خارجا ؟
الشيخ : هذا مضى علينا البارحة. ماجاء؟
السائل : المعتكف ما جاء.
الشيخ : الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل يعني أن يبقى الإنسان في المسجد من أجل طاعة الله والتفرغ لها. وحكمه أنه مسنون في العشر الأواخر من رمضان فقط. ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه اعتكف في غير رمضان إلا مرة واحدة اعتكف في شوال لأنه لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر و( خرج وجد أن في المسجد عدة أخبئة لنسائه. فقال عليه الصلاة والسلام : آالبر يردن ؟ ). ثم أمر بنقض الأخبية الأخبئة ثم ترك الاعتكاف هذا العام. واعتكف في شوال لأن من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا عمل عملا أثبته فقضى ذلك في شوال.
أما في غير رمضان فإن الاعتكاف ليس بمسنون. ومن ثَم نعرف ضعف القول الذي ذهب إليه بعض العلماء بأن الإنسان ينبغي له إذا قصد المسجد أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه - انتبه يا أخ - يعني بعض العلماء يقول : إذا جئت المسجد فانو الاعتكاف كل وقت أي يوم تأتي أو ليلة إذا دخلت المسجد فانو أنك معتكف. ولكن هذا القول ضعيف جدا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد ذلك.
ولم يرشد الأمة إلى ذلك. بل إنه حث الناس على التقدم لصلاة الجمعة وقال : ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ). ولم يقل انو الاعتكاف حين تقدمتم إلى المسجد. ومن المعلوم لنا جميعا أن العبادات مبنية على ايش؟ على التوقيف. فإن جاء بها الشرع وإلا فهي مردودة غير مقبولة. ونحن نقول : إن الشرع لم يأت بمشروعية الاعتكاف لمن قصد المسجد. وإنما اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان تحريا لليلة القدر. ولهذا اعتكف العشر الأول ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قيل له إن ليلة القدر في العشر الأواخر. فاعتكف العشر الأواخر ودام على ذلك حتى توفي صلى الله عليه وسلم.
فالاعتكاف إذن مسنون متى؟ في العشر الأواخر من رمضان تحسبا لليلة القدر. والاعتكاف يكون في الليل وفي النهار أيضا.
وأما من يعتكف في الليل ويخرج في النهار إلى بيته يتمتع بزوجته ويبيع ويشتري في دكانه. فهذا لم يعتكف حقيقة. الاعتكاف يكون ليلا ونهارا. ولا بد أن يتجنب الإنسان فيه ما أمر الله باجتنابه في قوله تعالى : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) أي لا يباشر الرجل زوجته وهو معتكف حتى لو خرج إلى البيت لحاجة فإنه لا يباشر زوجته. ولهذا قال العلماء إن المعتكف إذا جامع زوجته بطل اعتكافه لأنه ارتكب ما نهى الله عنه.
وللاعتكاف آداب منها :
أن يكثر الإنسان أن يكثر المعتكف من العبادات كالصلاة و قراءة القرآن والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما أشبه ذلك مما يتقرب به إلى الله.
ومنها : أن يبتعد عن إضاعة الوقت خلافا لبعض المعتكفين الذين يجعلون زمن الاعتكاف ضائعا يجلس بعضهم إلى بعض يتحدثون في أمور لا فائدة منها. بل ربما يتحدثون في أمور ضارة يغتابون الناس ويأكلون لحومهم.
ومن آداب الاعتكاف أيضا : أن يكون على الإنسان وقار في حال اعتكافه بمعنى أن لا يكثر اللغو والمزاح ، لأن هذا وإن كان - أعني المزاح - في بعض الأحيان طيبا ومن مكارم الأخلاق فإنه في هذا المقام أو في هذا المكان - أعني في زمن الاعتكاف - لا ينبغي لأن المقام مقام جد.
أما الأشياء التي تبطل الاعتكاف فهي الخروج لغير حاجة. إذا خرج الإنسان لغير حاجة فإن اعتكافه يبطل. وإن خرج لحاجة لا بد منها كما لو خرج للأكل لأنه ليس عنده من يأتي بأكله أو يكون إدخال الأكل إلى المسجد ممنوعا أو خرج لقضاء حاجة من بول أو غائط أو خرج من أجل الاستشفاء كما لو أصيب بمرض فخرج من أجل المعالجة فإن هذا لا بأس به.
أما لو خرج من أجل أن يكلم أهله هاتفيا فماذا تقولون؟
هذا لا يجوز لو خرج لبطل اعتكافه ، لأن مكالمة الأهل هاتفيا ليس فيها ضرورة.
نعم لو فرض أن في أهله من هو مريض واشترط عند دخول الاعتكاف أن يخرج لمكالمة هذا المريض هاتفيا أو أن يخرج لزيارته إذا كان في البلد لعيادته إذا كان في البلد فإن هذا لابأس به نعم.
أخرج المعتكف للاغتسال للجمعة فهذا لا بأس به ، لأن هذا خروج لما لا بد منه إذ أن الإنسان إذا ترك غسل الجمعة لغير عذر وهو ممن يحضر الجمعة فإنه يكون آثما لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ).
ومعنى قوله محتلم : أي بالغ. وليس المراد الاحتلام الذي هو احتلام النائم لأن احتلام النائم ليس غسل الجمعة بل هو غسل الجنابة. لكن غسل الجمعة الذي يكون من أجل حضور الجمعة واجب على كل محتلم وكلمة واجب صريحة في الوجوب. فالقول الراجح في هذه المسألة أن غسل الجمعة واجب على كل من حضرها ويكون الغسل ما بين طلوع الشمس إلى إقامة صلاة الجمعة نعم نعم.
الشيخ : هذا مضى علينا البارحة. ماجاء؟
السائل : المعتكف ما جاء.
الشيخ : الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل يعني أن يبقى الإنسان في المسجد من أجل طاعة الله والتفرغ لها. وحكمه أنه مسنون في العشر الأواخر من رمضان فقط. ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه اعتكف في غير رمضان إلا مرة واحدة اعتكف في شوال لأنه لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر و( خرج وجد أن في المسجد عدة أخبئة لنسائه. فقال عليه الصلاة والسلام : آالبر يردن ؟ ). ثم أمر بنقض الأخبية الأخبئة ثم ترك الاعتكاف هذا العام. واعتكف في شوال لأن من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا عمل عملا أثبته فقضى ذلك في شوال.
أما في غير رمضان فإن الاعتكاف ليس بمسنون. ومن ثَم نعرف ضعف القول الذي ذهب إليه بعض العلماء بأن الإنسان ينبغي له إذا قصد المسجد أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه - انتبه يا أخ - يعني بعض العلماء يقول : إذا جئت المسجد فانو الاعتكاف كل وقت أي يوم تأتي أو ليلة إذا دخلت المسجد فانو أنك معتكف. ولكن هذا القول ضعيف جدا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد ذلك.
ولم يرشد الأمة إلى ذلك. بل إنه حث الناس على التقدم لصلاة الجمعة وقال : ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ). ولم يقل انو الاعتكاف حين تقدمتم إلى المسجد. ومن المعلوم لنا جميعا أن العبادات مبنية على ايش؟ على التوقيف. فإن جاء بها الشرع وإلا فهي مردودة غير مقبولة. ونحن نقول : إن الشرع لم يأت بمشروعية الاعتكاف لمن قصد المسجد. وإنما اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان تحريا لليلة القدر. ولهذا اعتكف العشر الأول ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قيل له إن ليلة القدر في العشر الأواخر. فاعتكف العشر الأواخر ودام على ذلك حتى توفي صلى الله عليه وسلم.
فالاعتكاف إذن مسنون متى؟ في العشر الأواخر من رمضان تحسبا لليلة القدر. والاعتكاف يكون في الليل وفي النهار أيضا.
وأما من يعتكف في الليل ويخرج في النهار إلى بيته يتمتع بزوجته ويبيع ويشتري في دكانه. فهذا لم يعتكف حقيقة. الاعتكاف يكون ليلا ونهارا. ولا بد أن يتجنب الإنسان فيه ما أمر الله باجتنابه في قوله تعالى : (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) أي لا يباشر الرجل زوجته وهو معتكف حتى لو خرج إلى البيت لحاجة فإنه لا يباشر زوجته. ولهذا قال العلماء إن المعتكف إذا جامع زوجته بطل اعتكافه لأنه ارتكب ما نهى الله عنه.
وللاعتكاف آداب منها :
أن يكثر الإنسان أن يكثر المعتكف من العبادات كالصلاة و قراءة القرآن والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما أشبه ذلك مما يتقرب به إلى الله.
ومنها : أن يبتعد عن إضاعة الوقت خلافا لبعض المعتكفين الذين يجعلون زمن الاعتكاف ضائعا يجلس بعضهم إلى بعض يتحدثون في أمور لا فائدة منها. بل ربما يتحدثون في أمور ضارة يغتابون الناس ويأكلون لحومهم.
ومن آداب الاعتكاف أيضا : أن يكون على الإنسان وقار في حال اعتكافه بمعنى أن لا يكثر اللغو والمزاح ، لأن هذا وإن كان - أعني المزاح - في بعض الأحيان طيبا ومن مكارم الأخلاق فإنه في هذا المقام أو في هذا المكان - أعني في زمن الاعتكاف - لا ينبغي لأن المقام مقام جد.
أما الأشياء التي تبطل الاعتكاف فهي الخروج لغير حاجة. إذا خرج الإنسان لغير حاجة فإن اعتكافه يبطل. وإن خرج لحاجة لا بد منها كما لو خرج للأكل لأنه ليس عنده من يأتي بأكله أو يكون إدخال الأكل إلى المسجد ممنوعا أو خرج لقضاء حاجة من بول أو غائط أو خرج من أجل الاستشفاء كما لو أصيب بمرض فخرج من أجل المعالجة فإن هذا لا بأس به.
أما لو خرج من أجل أن يكلم أهله هاتفيا فماذا تقولون؟
هذا لا يجوز لو خرج لبطل اعتكافه ، لأن مكالمة الأهل هاتفيا ليس فيها ضرورة.
نعم لو فرض أن في أهله من هو مريض واشترط عند دخول الاعتكاف أن يخرج لمكالمة هذا المريض هاتفيا أو أن يخرج لزيارته إذا كان في البلد لعيادته إذا كان في البلد فإن هذا لابأس به نعم.
أخرج المعتكف للاغتسال للجمعة فهذا لا بأس به ، لأن هذا خروج لما لا بد منه إذ أن الإنسان إذا ترك غسل الجمعة لغير عذر وهو ممن يحضر الجمعة فإنه يكون آثما لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ).
ومعنى قوله محتلم : أي بالغ. وليس المراد الاحتلام الذي هو احتلام النائم لأن احتلام النائم ليس غسل الجمعة بل هو غسل الجنابة. لكن غسل الجمعة الذي يكون من أجل حضور الجمعة واجب على كل محتلم وكلمة واجب صريحة في الوجوب. فالقول الراجح في هذه المسألة أن غسل الجمعة واجب على كل من حضرها ويكون الغسل ما بين طلوع الشمس إلى إقامة صلاة الجمعة نعم نعم.