مادة إضافية حول ليلة القدر : حفظ
الشيخ : ليلة القدر اختلف العلماء في تعيينها على أكثر من أربعين قولا : ذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري أكثر من أربعين قول أما الخلاف هل هي باقية أو رفعت ؟
الصحيح بلا شك أنها باقية وما ورد في الحديث من أنها رُفِعت فالمراد به رفع علم عينها في تلك الساعة لأن ( النبي صلى الله عليه وسلم رآها ثم خرج ليُخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرُفعت ) هكذا جاء الحديث والمراد بقوله رُفعت يعني رُفِع العلم بتعيينها في تلك السنة فالصواب أنها باقية إلى يوم القيامة.
والبحث الثاني في ليلة القدر هل هي في رمضان أو في غيره؟ نقول لا شك أنها في رمضان وذلك لمجموع أدلة، لأدلة مجموعة منها قوله تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) من هذا الدليل نعرف أن القرآن نزل في أي شهر؟ طيب، في رمضان وقال : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) إذا ضممت هذا إلى هذا تعيّن أن تكون ليلة القدر في رمضان لأنها لو كانت في غير رمضان ما صح أن يُقال شهر رمضان الذي أنزل فيه القران، طيب، إذن ليلة القدر في رمضان قطعا ولا إشكال فيه بدلالة القرآن لكنه دليل مركّب والدليل المركّب لا يتم الاستدلال به إلا بضم كل دليل إلى الآخر والأدلة المركبة لها أمثلة منها هذا المثال ومنها أقل الحمل، أقل الحمل في بطن أمه الحمل الذي إذا ظهر بقي حيا أقل مدته ستة أشهر، من أين علمنا ذلك من قوله تعالى : (( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )) وقال في آية أخرى : (( وفصاله في عامين )) ففي الآية الثانية هذه أسقط ذكر الحمل وذكر أن الفصال في عامين والعامان أربعة وعشرون شهرا فإذا كان حمله وفصاله ثلاثون شهرا فأضف إلى أربعة وعشرون ستة تكن ثلاثين وبهذا عُرِف أن أقل الحمل ستة أشهر، هذا يُسمّى الدليل المركب، طيب، إذن نرجع إلى البحث الأصلي، ليلة القدر في رمضان.
في أي ليلة من رمضان؟ في أول ليلة أو في آخر ليلة أو في ما بين ذلك؟ كل هذا يُحتمل من القرآن لأن القرآن ما فيه بيان لكن ثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان فإن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان يريد ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قيل إنها في العشر الأواخر وأريَها عليه الصلاة والسلام ( وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين فليلة إحدى وعشرين من رمضان وكان معتكفا عليه الصلاة والسلام أمطرت السماء فوكف المسجد ) يعني خرّ السيل منه، من سقفه وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم على عريش ( فصلى الفجر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه بأصحابه ثم سجد على الأرض قال أنس رأيت أثر الماء والطين على جبهته فسجد في ماء وطين ) فتبيّن بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.
إذن هي في العشر الأواخر وأرِيَ جماعة من الصحابة ليلة القدر في السبع الأواخر فقال صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت ) يعني اتفقت ( فمن كان متحرّيَها فليتحرّها في السبع الأواخر ) وعلى هذا فالسبع الأواخر أرجى العشر الأواخر إن لم يكن المراد بقوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ) يعني في تلك السنة فهذا محتمِل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر كلها إلى أن مات فيحتمل أن يكون معنى قوله ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ) يعني في تلك السنة بعينها لم تكن ليلة القدر إلا في السبع الأواخر وأنه ليس يعني أنه في كل رمضان مستقبل تكون في السبع الأواخر يعني فتبقى الآن في العشر الأواخر أولها ليلة إحدى وعشرين، آخرها آخر ليلة من الشهر.
البحث الثالث: هل ليلة القدر في ليلة واحدة كل عام أو تتنقّل؟ في هذا خلاف بين العلماء والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاما ليلة إحدى وعشرين وعاما ليلة تسع وعشرين وعاما ليلة خمس وعشرين وعاما ليلة أربع وعشرين وهكذا، تتنقّل، لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول أنها تتنقّل والحكمة من كونها تتنقّل ظاهرة جدا لأنه لو كانت في ليلة معيّنة لكان الكسول لا يقوم إلا تلك الليلة لكن إذا كانت متنقّلة وصار كل ليلة يحتمل أن تكون هي ليلة القدر صار الإنسان يقوم كل ليالي العشر وهذه من الحكمة في عدم تعيينها بليلة معيّنة حتى يتبيّن النشيط من الكسلان والراغب في الخير من الزاهد في الخير.
البحث الرابع: هي الصحيح أنها تتنقّل لكن أرجاها ليلة سبع وعشرين كما ذكر المؤلف البحث الخامس ..
الطالب : الرابع.
الشيخ : طيب، والله أنا في ظني أنه الخامس، نعم.
البحث الخامس: لماذا سُمّيت ليلة القدر؟ لماذا سميت ليلة القدر؟ سُمّيت ليلة القدر لأنه يُقدّر فيها ما يكون في تلك السنة، يُقدّر فيها ما يكون تلك السنة، يُكتب فيها ما سيجري في ذلك العام وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صُنعه وخلقه فهناك كتابة أولى قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ وهذه الكتابة لا تتغيّر ولا تتبدّل لقوله تعالى : (( يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب )) أصل الذي هو مرجع كل ما يُكتب، الكتابة الثانية عُمُريّة، يُكتب على الجنين ما يعمله وما مآله وما رزقه وهو في بطن أمه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح حديث ابن مسعود المتفق عليه.
الكتابة الثالثة : الكتابة السنوية وهي التي تكون ليلة القدر فسُمّيت ليلة لقدر لأنه يُقدّر فيها ما يكون في تلك السنة من خير وشر عام أو خاص ودليل هذا قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يُفرق كل أمر حكيم )) (( يُفرق )) يُفصّل ويُبيّن (( كل أمر حكيم )) وأمر الله كله حكيم وقيل سُمّيت ليلة القدر من القدْر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم.
الصحيح بلا شك أنها باقية وما ورد في الحديث من أنها رُفِعت فالمراد به رفع علم عينها في تلك الساعة لأن ( النبي صلى الله عليه وسلم رآها ثم خرج ليُخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرُفعت ) هكذا جاء الحديث والمراد بقوله رُفعت يعني رُفِع العلم بتعيينها في تلك السنة فالصواب أنها باقية إلى يوم القيامة.
والبحث الثاني في ليلة القدر هل هي في رمضان أو في غيره؟ نقول لا شك أنها في رمضان وذلك لمجموع أدلة، لأدلة مجموعة منها قوله تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) من هذا الدليل نعرف أن القرآن نزل في أي شهر؟ طيب، في رمضان وقال : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) إذا ضممت هذا إلى هذا تعيّن أن تكون ليلة القدر في رمضان لأنها لو كانت في غير رمضان ما صح أن يُقال شهر رمضان الذي أنزل فيه القران، طيب، إذن ليلة القدر في رمضان قطعا ولا إشكال فيه بدلالة القرآن لكنه دليل مركّب والدليل المركّب لا يتم الاستدلال به إلا بضم كل دليل إلى الآخر والأدلة المركبة لها أمثلة منها هذا المثال ومنها أقل الحمل، أقل الحمل في بطن أمه الحمل الذي إذا ظهر بقي حيا أقل مدته ستة أشهر، من أين علمنا ذلك من قوله تعالى : (( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )) وقال في آية أخرى : (( وفصاله في عامين )) ففي الآية الثانية هذه أسقط ذكر الحمل وذكر أن الفصال في عامين والعامان أربعة وعشرون شهرا فإذا كان حمله وفصاله ثلاثون شهرا فأضف إلى أربعة وعشرون ستة تكن ثلاثين وبهذا عُرِف أن أقل الحمل ستة أشهر، هذا يُسمّى الدليل المركب، طيب، إذن نرجع إلى البحث الأصلي، ليلة القدر في رمضان.
في أي ليلة من رمضان؟ في أول ليلة أو في آخر ليلة أو في ما بين ذلك؟ كل هذا يُحتمل من القرآن لأن القرآن ما فيه بيان لكن ثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان فإن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان يريد ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قيل إنها في العشر الأواخر وأريَها عليه الصلاة والسلام ( وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين فليلة إحدى وعشرين من رمضان وكان معتكفا عليه الصلاة والسلام أمطرت السماء فوكف المسجد ) يعني خرّ السيل منه، من سقفه وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم على عريش ( فصلى الفجر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه بأصحابه ثم سجد على الأرض قال أنس رأيت أثر الماء والطين على جبهته فسجد في ماء وطين ) فتبيّن بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.
إذن هي في العشر الأواخر وأرِيَ جماعة من الصحابة ليلة القدر في السبع الأواخر فقال صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت ) يعني اتفقت ( فمن كان متحرّيَها فليتحرّها في السبع الأواخر ) وعلى هذا فالسبع الأواخر أرجى العشر الأواخر إن لم يكن المراد بقوله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ) يعني في تلك السنة فهذا محتمِل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر كلها إلى أن مات فيحتمل أن يكون معنى قوله ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ) يعني في تلك السنة بعينها لم تكن ليلة القدر إلا في السبع الأواخر وأنه ليس يعني أنه في كل رمضان مستقبل تكون في السبع الأواخر يعني فتبقى الآن في العشر الأواخر أولها ليلة إحدى وعشرين، آخرها آخر ليلة من الشهر.
البحث الثالث: هل ليلة القدر في ليلة واحدة كل عام أو تتنقّل؟ في هذا خلاف بين العلماء والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاما ليلة إحدى وعشرين وعاما ليلة تسع وعشرين وعاما ليلة خمس وعشرين وعاما ليلة أربع وعشرين وهكذا، تتنقّل، لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول أنها تتنقّل والحكمة من كونها تتنقّل ظاهرة جدا لأنه لو كانت في ليلة معيّنة لكان الكسول لا يقوم إلا تلك الليلة لكن إذا كانت متنقّلة وصار كل ليلة يحتمل أن تكون هي ليلة القدر صار الإنسان يقوم كل ليالي العشر وهذه من الحكمة في عدم تعيينها بليلة معيّنة حتى يتبيّن النشيط من الكسلان والراغب في الخير من الزاهد في الخير.
البحث الرابع: هي الصحيح أنها تتنقّل لكن أرجاها ليلة سبع وعشرين كما ذكر المؤلف البحث الخامس ..
الطالب : الرابع.
الشيخ : طيب، والله أنا في ظني أنه الخامس، نعم.
البحث الخامس: لماذا سُمّيت ليلة القدر؟ لماذا سميت ليلة القدر؟ سُمّيت ليلة القدر لأنه يُقدّر فيها ما يكون في تلك السنة، يُقدّر فيها ما يكون تلك السنة، يُكتب فيها ما سيجري في ذلك العام وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صُنعه وخلقه فهناك كتابة أولى قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ وهذه الكتابة لا تتغيّر ولا تتبدّل لقوله تعالى : (( يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب )) أصل الذي هو مرجع كل ما يُكتب، الكتابة الثانية عُمُريّة، يُكتب على الجنين ما يعمله وما مآله وما رزقه وهو في بطن أمه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح حديث ابن مسعود المتفق عليه.
الكتابة الثالثة : الكتابة السنوية وهي التي تكون ليلة القدر فسُمّيت ليلة لقدر لأنه يُقدّر فيها ما يكون في تلك السنة من خير وشر عام أو خاص ودليل هذا قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يُفرق كل أمر حكيم )) (( يُفرق )) يُفصّل ويُبيّن (( كل أمر حكيم )) وأمر الله كله حكيم وقيل سُمّيت ليلة القدر من القدْر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم.