سائل يقول : بعض الأئمة يطيل دعاء القنوت كثيرا ويكثر من الرقائق ليستلين القلوب ويستدر الدموع مع أن الضعفة يعانون من طول القيام حتى إن بعضهم ربما ترك المسجد من أجل طول قيامه في قنوته فما توجيهكم وفقك الله ؟ وما هو دعاء القنوت الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : بعض الأئمة يطيل دعاء القنوت كثيرا ويكثر من الرقائق ليستلين القلوب ويستدر الدموع مع أن الضعفة يعانون من طول القيام حتى إن بعضهم ربما ترك المسجد من أجل طول قيامه في قنوته فما توجيهكم وفقك الله ؟ وما هو دعاء القنوت الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الذي أرى في القنوت ألا وكس ولا شطط يعني لا نقص ولا زيادة الاعتدال في الأمور خير الأمور وخير الأمور الوسط لا يحرم الناس من تحريك القلوب بالأدعية المتنوعة التي ينوعها إما في وقفة واحدة أو في ليلة دون الأخرى، ولا يطيل عليهم فقد بلغني أن بعض الأئمة يبقى خمسا واربعين دقيقة أو أكثر في دعاء القنوت وبلغني أيضا أن بعضهم يجعل دعاء القنوت خطبة مسجوعة وهذا لا شك أنه لا ينبغي اللهم إلا أن يكون أهل المسجد محصورين لا يدخل معهم أحد واتفقوا مع الإمام على هذه الطريقة فأرجو ألا يكون بها بأس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ) أما إذا كان في مسجد عام كل يصلي فيه فإنه لا ينبغي أن يطيل وربما يلحقه الإثم في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يطيل الصلاة في الجماعة : ( أفتان أنت يا معاذ ) أو قال : ( أتريد أن تكون يا معاذ فتانا ) فالذي أرى أن الإنسان لا يحرم الناس من دعاء يرقق قلوبهم وربما يستجاب لهم ولا يطيل عليهم على وجه يشق عليهم أما الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في دعاء القنوت فهو ما علمه صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما : ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ) إلى آخر الدعاء المعروف وكذلك روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقنت : " اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك " واختار الإمام أحمد أن يقدم هذا على قوله ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) يعني أن يقدم " اللهم إنا نستعينك ونستهديك " على ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) وكأن الإمام أحمد اختار ذلك رحمه الله لأن الأول فيه ثناء على الله " اللهم إنا نستعينك " فيقدم الثناء على الدعاء نعم.
الشيخ : الذي أرى في القنوت ألا وكس ولا شطط يعني لا نقص ولا زيادة الاعتدال في الأمور خير الأمور وخير الأمور الوسط لا يحرم الناس من تحريك القلوب بالأدعية المتنوعة التي ينوعها إما في وقفة واحدة أو في ليلة دون الأخرى، ولا يطيل عليهم فقد بلغني أن بعض الأئمة يبقى خمسا واربعين دقيقة أو أكثر في دعاء القنوت وبلغني أيضا أن بعضهم يجعل دعاء القنوت خطبة مسجوعة وهذا لا شك أنه لا ينبغي اللهم إلا أن يكون أهل المسجد محصورين لا يدخل معهم أحد واتفقوا مع الإمام على هذه الطريقة فأرجو ألا يكون بها بأس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء ) أما إذا كان في مسجد عام كل يصلي فيه فإنه لا ينبغي أن يطيل وربما يلحقه الإثم في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يطيل الصلاة في الجماعة : ( أفتان أنت يا معاذ ) أو قال : ( أتريد أن تكون يا معاذ فتانا ) فالذي أرى أن الإنسان لا يحرم الناس من دعاء يرقق قلوبهم وربما يستجاب لهم ولا يطيل عليهم على وجه يشق عليهم أما الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في دعاء القنوت فهو ما علمه صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما : ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ) إلى آخر الدعاء المعروف وكذلك روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقنت : " اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك " واختار الإمام أحمد أن يقدم هذا على قوله ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) يعني أن يقدم " اللهم إنا نستعينك ونستهديك " على ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) وكأن الإمام أحمد اختار ذلك رحمه الله لأن الأول فيه ثناء على الله " اللهم إنا نستعينك " فيقدم الثناء على الدعاء نعم.