سائل يقول: إنني كلما قرأت كتابا لسماحة الإمام العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي أخذ بمجامع قلبي وبهرني حسن أسلوبه وسهولته لما أرى فيه من العلم الجمع الغزير , سماحة والدي أمنيتي الغالية تمنيت أن تتحقق وهي أن تحدثنا عن حياة هذا الإمام خاصة علمه وخلقه وأثره على الأمة وجهاده وذلك لمعرفتي قربك منه وإني أقول في ختام هذه الكلمة يلهج بها كل مؤمن عرف قدر العلماء : إني أحبك في الله وأسأل الله تعالى أن يجمعنا نحن وإياه ووالدينا والحاضرين في جناته جنات الفردوس إنه على كل شيء قدير وأن يحفظك ويبارك في عمرك وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؟. حفظ
السائل : هذه مطالب يقول فضيلة الشيخ والدي وشيخي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : إنني كلما قرأت كتابا لسماحة الإمام العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي أخذ بمجامع قلبي وبهرني حسن أسلوبه وسهولته لما أرى فيه من العلم الجم الغزير ، سماحة والدي أمنيتي الغالية تمنيت أن تتحقق وهي أن تحدثنا عن حياة هذا الإمام خاصة علمه خلقه أثره على الأمة وجهاده وذلك لمعرفتي قربك منه وإني أقول في ختام هذه الكلمة يلهج بها كل مؤمن عرف قدر العلماء : إني أحبك في الله وأسأل الله تعالى أن يجمعنا نحن وإياه ووالدينا والحاضرين في جناته جنات الفردوس إنه على كل شيء قدير وأن يحفظك ويبارك في عمرك وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؟.
الشيخ : نعم أما الكلام على الشيخ فإن عباراتي لا تستطيع أن تلم بما كان عليه من العلم والأخلاق والإحسان العظيم رحمه الله وقد ترجم له في بعض كتبه فمن أراد المزيد من ذلك فليرجع إليها
أما بالنسبة لمعاملته فأنا ما رأيت أحدا أحسن أخلاقا منه رحمه الله رجل متواضع يحب الفقراء يحب الستر عليهم وكان الناس في عهده ليسوا على هذا المستوى من المال والغنى بل كانوا فقراء إلى أبعد الحدود وكان رحمه الله يذهب بنفسه إذا جاءته الزكاة أو الصدقات يذهب بها بنفسه إلى الرجل الفقير يقرع عليه الباب ويمد له ما بيده من الصدقة أو الزكاة من غير أن يشعر لأنه لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا
وكان متواضعا رحمه الله للطلبة وكان يمازحهم نعم ربما يهدي إليهم أشياء يعني ليست بذات قيمة جلبا لقلوبهم وكان أيضا ربما يجعل الجعل على حفظ متن من المتون كما جعل على حفظ بلوغ المرام مئة ريال مئة ريال في ذلك الوقت تساوي مائة ألف تقريبا في وقتنا هذا من يحصل مئة ريال.
وعلى كل حال نحن والحمد لله اكتسبنا من أخلاقه شيئا كثيرا ولكن لم نلحق به حتى الآن إنما يسر الله عز وجل شيئا من أخلاقه انتفعنا به وهو رحمه الله حصل عليه من النكبات وإيذاء الناس له ولاسيما من أقرانه بعض العلماء لكنه صبر واحتسب وكانت العاقبة له ولم يعرف الناس قدره إلا بعد أن توفي رحمه الله عرفوا قدره وما أسدى إلى هذه الأمة من العلوم النافعة الجمة وكتبه كما قال السائل كتبه سهلة كل ينتفع بها العامي وطالب العلم وانظر إلى تفسيره رحمه الله يقرأه الإنسان وكأنه يشرب ماء من سهولته ووضوحه وله رحمه الله استنباطات عجيبة ما رأيت مثلها فيما يمر به من التفسير.
تجده مثلا يستخرج فوائد كثيرة من الآية لا تجدها في أي تفسير آخر فالمهم أن الرجل رحمه الله درة زمانه ولم نعلم أحدا مثله في حسن الخلق واللين والسهولة والسعة أيضا يعني ليس عنده ذاك التشديد الذي يكون عند بعض الناس بل هو رحمه الله سهل إلا أنه لا يمكن أن يقر شيئا محرما يرى أنه محرم بل ينكره غاية الإنكار فنسأل الله تعالى أن يعمنا وإياكم برحمته وإياه وأن يجمعنا جميعا في دار كرامته.