سائل يقول: هذا كتاب بعنوان: دعاء ختم القرآن للشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي أرجو بيان صحة نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ حيث أن هذا الكتاب يوزع في المساجد ؟. حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : هذا كتاب بعنوان : دعاء ختم القرآن للشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي أرجو بيان صحة نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ حيث أن هذا الكتاب يوزع في المساجد ؟.
الشيخ : إي نعم هو موجود هذا الدعاء ختم القرآن الكريم للشيخ عبد الرحمن بن سعدي وموجود لشيخ سبقه وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أما ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية فإن بعض الإخوان تتبعوا مؤلفاته التي كتبها تلميذه ابن القيم ولم يجدوا هذا واما شيخنا رحمه فكان يختم في التراويح وفي القيام يختم القرآن ثم يدعو بهذا الدعاء أو نحوه المهم يدعو بدعاء رحمه الله قد يكون هذا وقد يكون غيره لكن أنا أحفظ عنه أنه كان يختم الختمة إذا صار في آخر ركعة من التراويح مثلا وانتهى القرآن رفع يديه وجعل يدعو قبل الركوع وكذلك في القيام في التهجد لأن الناس كانوا بالأول يعتنون اعتناء بالغا في المحافظة على ختم القرآن في التراويح وختم القرآن في التهجد يجعلون للتراويح قراءة وللتهجد قراءة ويحرصون على هذا غاية الحرص لكن الآن تغيرت الأوضاع صار بعض الناس يرى أن هذه الختمة في الصلاة ليس لها أصل عن السلف كما ذكر الإمام مالك رحمه الله هذا وقال " هذا لا يعلم له أصل عن السلف " وكره ذلك رحمه الله ومن العلماء من قال إنه يستحب لكن بدون أن يقولوا إنه مستند إلى نص فالأمر في هذا واسع من دعا بهذه الختمة أو غيرها فلا حرج عليه إن شاء الله ومن لم يفعل فهو أحسن بالنسبة للصلاة أما بالنسبة لمن ختم خارج الصلاة فقد صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا " أما في الصلاة فما بلغنا أن أحدا من السلف كان يدعو بدعاء الختم
لكن هنا مسألة وهي أن بعض الإخوان بعض الشباب كانوا يتشددون في هذا وقابلونا بالإنكار وقالوا كيف تتابعون أئمة الحرم الذين يدعون بعد ختم القرآن وهي بدعة وصاروا ينكرون إنكارا شديدا أذكر أن بعضهم مرة ونحن في مكة لحقني من المسجد الحرام إلى مقر إقامتي وهو يلح ليش تتابعهم ؟ إذا تابعتهم أنت تابعهم الناس وهذه بدعة والبدعة ضلالة نعم فيشددون في هذا ويخرجون أيضا من المسجد فنقول هذا خطأ إذا كان هؤلاء الأئمة يرون أنه مستحب كما هو المشهور من مذهب الإمام أحمد في كتب أصحابه فهذا اجتهادهم وأنا إذا كنت مأموما معهم فأتابعهم ولو كنت أرى أن ذلك ليس من السنة ويدل لهذا الأصل ما ورد عن الصحابة وعن الإمام أحمد نفسه أما ما ورد عن الصحابة فإن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وتعلمون مدة خلافته طالت كم بلغت ؟ اثنتي عشر سنة " كان في منى أول خلافته يصلي الظهر والعصر والعشاء على ركعتين ركعتين بقي على هذا ست سنين أو ثماني سنين " على اختلاف الروايتين " ثم أتم وصار يصلي الظهر أربعا والعصر أربعا والعشاء أربعا فأنكر عليه الصحابة حتى إن ابن مسعود لما بلغه الخبر قال : إنا لله وإنا إليه راجعون " فجعل هذا من المصائب ولكن مع ذلك كانوا يصلون معه ويتممون أربعا " فقيل لابن مسعود : يا أبا عبد الرحمن كيف تنكر على عثمان ثم تصلي معه أربعا فقال : الخلاف شر " وصدق رضي الله عنه أن الخلاف شر ولهذا ( لما بعث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما بعث معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن بعث معاذا إلى صنعاء وأبا موسى إلى عدن قال لهما : تطاوعا ولا تختلفا ) يعني ليطع بعضكم بعضا ولا يختلف بعضكم على بعض فالخلاف شر فأقول إذا كان أئمة الحرم أو غيرهم من الأئمة يرون استحباب هذا الدعاء بعد ختم القرآن وأنا مأموم وراءهم فإني أتابعهم كما فعل الصحابة مع من ؟ مع عثمان بن عفان رضي الله عنه ومسألة عثمان أكبر من هذه أيضا لأنها زيادة في الصلاة أما الإمام أحمد رحمه الله فكان لا يرى القنوت في صلاة الفجر ولكنه قال " إذا صليت خلف إمام يقنت في صلاة الفجر فتابعه وأمن على دعائه " سبحان الله تابعه مع أني أراه أنه بدعة يقول تابعه وأمن على دعائه هكذا الأئمة يقدرون للخلاف قدره ويرون أن الخلاف مفرق للأمة وأن الوفاق هو الخير
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة وهي أذان العشاء في رمضان جاءنا من ولاة الأمر من وزارة الشؤون الإسلامية وهي ولي الأمر في هذه المسألة لأنها نائبة عن الملك وفقه الله أن أذان العشاء الساعة الثانية يعني بعد ساعتين بعد أذان المغرب فرأينا بعض الناس يؤذن قبل ذلك يؤذن إذا مضى ساعة ونصف أو ساعة وثلثي ساعة قبل الناس ولا أظن ان ذلك عنادا لكن جهلا في الأمور ورأينا بعض الناس التزم بهذا الذين التزموا بهذا حصل لهم من الخيرات ثلاثة أمور : أولا : طاعة الله وثانيا : الرفق بالناس وثالثا : وفاق السنة ثلاث مسائل أما طاعة الله فلأن تأخير الأذان للساعة الثانية طاعة لله لأن الله قال : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) قال لنا ولاة الأمور في رمضان اجعلوا الأذان بعد ساعتين نقول سمعا وطاعة هذا ليس بمعصية
ثانيا أنه أرفق بالناس لأن الناس يتمهلون في عشائهم إذا كان يتعشون بعد المغرب في القهوة في الشاي في زيارة بعضهم بعضا في الوضوء ويأتون بمهل فهو أرفق في الناس
وأما كونه أوفق للسنة فلأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستحب أن يؤخر من العشاء وكلما تأخر فهو أفضل حتى ( إنه خرج ذات يوم وقد مضى عامة الليل فقال : إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) ثم إذا كان بعض المؤذنين يؤذن قبل الآخر بربع ساعة أو نصف ساعة صار اختلاف في بلد واحد والخلاف شر لأن هذا تجده قد صلى والآخر يؤذن شوف سبحان الله في بلد واحد ولي أمرنا واحد وهدفنا واحد ونختلف كل هذا اتباعا للهوى قد يقول بعض الناس أن فيه مثلا شيوخ كبار يأتون مبكرين يقول يلا أذن أقم نقول قنعهم يا أخي هؤلاء الشيوخ إذا أخبرتهم أن التأخير امتثالا لأمر ولي الأمر الذي امتثال أمره من امتثال أمر الله وأنه أوفق للسنة وأنه أرفق لأكثر الناس سيقتنعون ثم الليلة الآن في هذا الشهر قصير وإلا طويل ؟ طويل معنا مدى فأقول يعني إن مظهر الخلاف بين الناس مظهر سيء والإنسان ينبغي له أن يحط من نفسه من أجل موافقة أخيه إلا عاد في شيء يضره في دينه أو دنياه فهذا شيء آخر.