ما هي الطريقة المثلى لبناء مسجد وفق السنة النبوية.؟ حفظ
الشيخ : تفضل .
السائل : ما هي الموصفات في بناء مسجد من السنة ، وأرجو التوضيح ؟
الشيخ : وهذا ما لا يمكنك أن تقوم به اليوم ، شو الفائدة .؟
السائل : فيه بعض الإخوة عايزين يبنوا مسجد .
الشيخ : ما يستطيعوا ، لا ، لأن وزارة الأوقاف الإسلامية واقف حجر عثرة في تطبيق السنة المحمدية .
السائل : ... فن العمارة .
الشيخ : المسجد السلفي كنت وضعت له خارطة في كتاب كنت بدأت به قديما ، ويعني مشيت شوط قصير فيه ، وهو الذى كنت سميته بالثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ، لما وصلت إلى كتاب المساجد ونهي الرسول عن زخرفة المساجد ، وأحاديث منها أنه في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما إلى مسجده من باب كان له أبواب ، دخل من باب فقال : ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) هكذا قال ، الرسول معه عبد الله بن عمر يدخلوا إلى المسجد ، الرسول عليه السلام يقول هذا الحديث ويلقطه عبد الله بن عمر ، يقول الرسول عليه السلام : ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) يعني لا ندخل نحن الرجال منه ، قال نافع مولى ابن عمر : فما دخل ابن عمر المسجد بعد ذلك من هذا الباب أبدا .
السائل : الله أكبر .
الشيخ : أنا أخذت من هذا الحديث أنه ينبغي أن يكون في المسجد السلفي باب خاص للنساء ما يشاركها الرجال ، في الجملة اتفق لي أني زرت مصر من عشر سنوات ، وزرنا قرية أو بلدة كبيرة اسمها سوهاج .
السائل : نعم ، صحيح .
الشيخ : وهناك جماعة من أنصار السنة يسمون هناك ، فقالوا لنا نحن نبني مسجد فتريد تشوف كيف كذا ... إلى آخره ، رحنا معهم ، قالوا لي هنا الباب وهنا القبلة وإلى آخره ... بعد ما وصفوا لي قلت لهم فأين باب النساء .؟ فاستفادوها وأرجوا أن يكون طبقوها يعني ، الشاهد المسجد الذي تدل عليه الآثار والأحاديث الصحيحة ينبغي أولا ألا يكون فيه سارية عمود ، يكون قطعة واحدة مسح حتى لا يقطع الصفوف ، بعدين ينبغي ألا يكون فيه محراب ، وينبغي ألا يكون فيه منبر يقطع الصفوف ، ويكون المنبر ثلاث درجات هو يقوم بواجب المنبر وواجب المحراب ، وفيه رد عملي على الذين يقولون المحراب من أجل يدل على القبلة ، نقول لهم المنبر يدل على القبلة ، وهذا المنبر يدل على القبلة للأعمى أكثر من المحراب ... إلى آخره ، لكن هذه تحججات باطلة لتسليك هذه البدعة التي ابتلي الناس بها منذ القرن الأول تقريباً ، مع أن الرسول عليه السلام مسجده كان خاليا من المحراب ، وعلى العكس من ذلك قال لهم : ( اتقوا هذه المحاريب ) لأن هذه من عادة النصارى في كنائسهم ، ولذلك كأن بعض السلف ومنهم عبد الله بن مسعود كان يكره أن يصلى في الطاق ، الطاق يعني المحراب . كان يتجنب الصلاة في المحراب لأن هذا من شيم النصارى ، ونهى الرسول عليه السلام وأمرنا باجتنابهم .
السائل : يعني بعد عبد الله بن مسعود دخلوا الطاق في المسجد .؟
الشيخ : أنا عم أقول لك من قديم .؟
السائل : الله أكبر .
الشيخ : فالشاهد ينبغي أن يكون المسجد أولا هكذا يكون ما فيه أعمدة ، ويكون فيه منبر له ثلاث درجات ، وليس فيه محراب ، وله باب للنساء يدخلن منه ويخرجن منه لا يشاركه الرجال ، وينبغي أن يكون هناك مكان لصلاة النساء لكن هذا المكان ليس من الضروري أن يكون محجوبا عن الرجال بستارة أو بجدار لأن اللباس الشرعي الذى يفترض أن يكون من ملبوسات النساء هو الحجاب ولأن النساء يحسن بهن أن يشاركن الرجال في رؤية الإمام وحركات المقتدين من خلفه ، وهذا كله من هديه عليه السلام وسيرته . اليوم الناس يتركوا أشياء هامة ويأتوا بأشياء غير هامة ، من هذه الأشياء الغير هامة أنه يفصلوا النساء عن الرجال بالباطون ، ما فيه ضرورة لهذا الفاصل ، لكن الضرورة التي يوحيها إليهم ما هي .؟ أنهم شايفين النساء أكثرهم متبرجات ، فإذا بدهن يصلوا هيك مكشوفات معناها وقع عين الرجال على ما لا يجوز ، فحينئذ نقول : أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ما تعالج الأخطاء بأخطاء ، يقال للنساء لمن يردوا أن يحضروا المسجد وهذا يجوز لهن وقد يكون أفضل لهن أحياناً على العكس من القاعدة : ( وبيتوهن خير لهن ) يقال لهن البسوا اللباس الشرعي واحضروا المسجد كما أنتن ، لا أحد يشوف منكن عورة محرمة إطلاقاً ، لا الذين ما يستطيعوا أنه يوجهوا النساء ، إذن شو يسوا .؟ يحجبوا النساء عن الرجال رغم أنف الرجال والنساء معا ، فهذا مما يحضرني من المسجد ، أقول أن هذا ما بإمكانك لأن وزارة الأوقاف تشترط عليك شرط أنه لازم يكون فيه محراب ، لازم يكون فيه مئذنة تنطح السحاب ، بينما هذه المئذنة هي في اعتقادي من المصالح المرسلة وليست سنة تعبدية ، المئذنة من المصالح المرسلة يعني المقصود منها ...
السائل : حتى لو كان من مالهم الخاص .؟
الشيخ : هذه الـ ( حتى ) لا محل لها من الإعراب ، إن كان محل من جيبه الخاص أو مجموع كل هذا إضاعة للمال ، فالمهم المئذنة من المصالح المرسلة المقصود هو تبليغ صوت المؤذن إلى أبعد مكان ممكن ، لم تكن يومئذ الوسائل المبتكرة الموجودة اليوم من مكبرات الصوت ، ولذلك تعاطوا وسائل طبيعية ميسرة يومئذ فبنوا آيش .؟ المآذن ثم مع الزمن تفننوا في بناء المآذن ، أنا أوتح لي السفر إلى المغرب ، يعني يمكن شوفتوها بالصور في آيش اسمها عاصمة المغرب.؟ الرباط ، فيه مئذنة يعني تقول عرضها ستة سبعة أمتار ، بيت يعني ممكن تجعلها ، لفوق لفوق تطلع تكشف البلد كلها ، ليش هذا التكلف ليش إضاعة المال .؟ قال : بدنا نبلغ آيش الناس صوت المؤذن ، في زمن الرسول الله عليه السلام لم يكن هناك مئذنة ، لكن في بعض الروايات الثابتة لدينا أن الرسول عليه السلام مؤذنه كان يظهر على سطح المسجد ، وفي مكان مرتفع في هذا المكان فيؤذن فيه ، وأحد مؤذني الرسول عليه السلام عمرو بن أم مكتوم كان ضريراً ، فكان يصعد إلى ذلك المكان وهو ضرير ، ويؤذن الصبح ولا يؤذن حتى يمر الناس فيه وشايفينه مش مخبأ في هذه المئذنة التي لا يراها الرائي ، فيقال له : أصبحت أصبحت ، فيؤذن بناء على إخبار الناس المارين في الطريق ، فالمئذنة لم تكن في عهد الرسول عليه السلام ولكن فيه صعود في مكان إلى مكان مرتفع .
ولذلك جاء في صحيح البخاري أنه كان بين إقامة الصلاة وبين السحور أظن مقدار ما يصعد هذا المؤذن وينزل ذاك ، المؤذن الاول والثاني فيه أذانين ، فمعناها فيه صعود وفيه نزول ، فهذا يشعرنا أن بروز المؤذن وصعوده إلى مكان مرتفع هو أمر مقصود من شأن تبليغ الناس الصوت ، مع ذلك فالناس جعلوا المئذنة غاية ما هي وسيلة ، لأنهم خرجوا عن كونها وسيلة ، الوسيلة هي أنك تطلع لفوق وتبلغ الناس ، لكن عادوا يبالغوا في رفع بنيانها وتشييدها ، ويبالغوا في نحت حجرتها و و و إلى آخره ، حتى في زمن وجود مكبرات الصوت ، نحن نشوف مثلاً مسجد صلاح الدين الأيوبي تشوف طبقة ، طبقة ثانية طبقة ثالثة ، من شأن إيش هذه الكلفة من شأن إيش إضاعة المال .؟ ولا أحد يطلع لفوق الآن إطلاقاً لأن يؤذن في وسط المسجد ، إذا صار بناء المآذن في المساجد يعني مثل الإكتروس ليس له معنى لا معقول ولا منقول .
لهذا مما حذر عنه الرسول عليه السلام بقوله : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد ) الشاطر بقي الذي يبني مسجد لا مثيل له يبني منارة لامثيل لها ... إلى آخره ، هذا من علامات قيام الساعة بنص حديث الرسول عليه السلام .
السائل : صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أما زخرفة المسجد ما ذكرناها نحن ىنفاً ، فينبغي أن يكون المسجد ساذجاً ليس فيه يعني زخارف ، ولذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما اضطر إلى توسيع المسجد النبوي في زمانه قال للبناء المهندس الذي يسمونه اليوم ، قال : " أكن الناس من الحر والقر ولا تحمر ولا تصفر " يعني شو الغاية من المسجد .؟ أنه يكن الناس يأويهم من الحر والقر ، لا تحمر ولا تصفر... نعم .
السائل : " فتفتن الناس " في زيادة في ... ؟
الشيخ : ما أذكر هذا " لا تحمر ولا تصفر " ليه .؟ لأن هذا من الزخارف ، وبيوت الله يجب تكون منزهة عن أمور الدنيا ، هذا بيت الله ، اليوم انعكست المفاهيم مع الأسف الشديد بسبب ابتعاد الناس عن الاهتداء بهدي الرسول عليه السلام ، اليوم إذا أنكرت على الناس هذه الزخارف جابهوك بشبهتين :
الشبهة الأولى : وهي أخبثهما يقول لك يعني النصارى أحسن منا ، شوف النصارى شلون يبالغوا في زخرفة الكنائس ، فنحن مساجدنا أولى بالزخارف ، ناس منهم يقولون لك إيه .؟ يعني بيت الله هو دون بيتنا نحن ، نحن بيتنا الذي نسكن فيه نزخرفه ونكلسه ... إلى آخره ، بيت الله أحق آيش .؟ (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) هذا من وحي الشيطان لأن رسول الله عليه السلام لما روى ابن عباس عنه : ( ما أمرت بتشييد المساجد ) حديث سمعه ابن عباس من الرسول : ( ما أمرت بتشييد المساجد ) قال ابن عباس : " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى "
فالأحاديث والآثار كلها مجتمعة على أن المسجد يجب أن يكون في صورة متواضعة ليس فيها زخارف تشغل قلوب الناس ، يعني الإنسان لازم يكون في جو يساعده على طاعة الله عز وجل ، أما الزخارف هذه والنقوش فهي تلهيه ، ماذا نقول نحن عن أنفسنا إذا ما تذكرنا حديث نبينا أنه صلى يوما في خميصة في ثوب له أعلام ، هذه عندنا في الشام تسمى بالصاية يكون فيه خطوط خضر وزرق وبيض وحمر ... وإلى آخره ، فصلى ذات يوم في آيش قلنا .؟ في خميصه ، ما كاد أن يصلي شلح هذه الخميصة نزعها ، وقال : ( خذوا هذه الخميصة واتوني بأبنجانية أبى جهم فإنها ألهتني ـ وفي رواية كادت أن تلهيني ـ عن صلاتي ) هذا من .؟ هذا رسول الله ، نحن أين .؟ نزيد في الزخارف كأنما هي تقربنا إلى الله زلفا .
لما دخل الكعبة صلى رسول الله في جوف الكعبة كان في جوف الكعبة قرنا كبش إسماعيل ، فأمر بتخميرهما يعني تغطيتهما لأنها تشغل بال المصلى ، فنحن عكسنا كل هذه التوجيهات .
السائل : هي موجودة .؟
الشيخ : الله أعلم ما دخلنا ولا بلغنا ، نعم .
السائل : خلصنا .؟
الشيخ : تقريبا خلصنا .
السائل : الشاي برد .
الشيخ : الشاي بس وهؤلاء بدهم زيادة ... .