الجواب عن حديث :" أفلح وأبيه إن صدق ". حفظ
الشيخ : فإذا قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( أفلح وأبيه إن صدق ) في الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه يقوم بشرائع الإسلام قال: ( أفلح وأبيه إن صدق ) فحلف بأب الرجل وأب الرجل مخلوق أو غير مخلوق؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : مخلوق، والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس إخلاصاً لله وأبعدهم عن الشرك به، فالجواب على ذلك من وجوه: إما أن هذا قبل النهي، وإما أن هذا خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام لأنه وإن حلف بغير الله لا يمكن أن يقع في قلبه تعظيم هذا المحلوف به كما يعظم الله بخلاف غيره، وإما أنه مما يجري على اللسان بغير قصد فهو من لغو اليمين والذي يجري على اللسان بلا قصد لا يثبت له حكم مدلوله ولهذا لما قال معاذ بن جبل للرسول عليه الصلاة والسلام: ( يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال- على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) فقال: ( ثكلتك أمك يا معاذ ) ومعنى ثكلتك أي فقدتك وهل الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو على معاذ بالموت والهلاك قاصداً لذلك؟! لا، فيكون هذا مما يجري على اللسان بلا قصد فلا يكون مترتباً عليه الحكم.
الوجه الرابع: أن في الكلمة تحريفا وأن أصلها أفلح والله لكن لما كانوا في أول الأمر لا يشكلون الكتابة ولا ينقطونها فإن كتابة والله وأبيه متقاربة ولكن هذا القول ضعيف في الوجه هذا ضعيف جداً، والصواب أن يقال هذا الحديث من المشكلات والنهي عن الحلف بالآباء أو بغير الله من الأمور المحكمات الواضحات والواجب على المؤمن إزاء الأدلة المحكمة والمتشابهة أن يأخذ بماذا؟
الطالب : بالمحكمة.
الشيخ : بالمحكمة لقول الله تعالى: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) فيردون المتشابه إلى المحكم ليبقى كله محكماً وعلى هذا فنخلص من هذا البحث والمناقشة إلى أن الحلف بغير الله عز وجل شرك ولا يجوز.