ذكر أوجه تضييع الأمانة . حفظ
الشيخ : من ذلك ما ابتلي به الناس اليوم يكون الرجل ولياً على المرأة يتولى عقد نكاحها فيجعلها سلعة يساوم عليها ولا يزوجها إلا من يكثر له المال وربما لا يزوجها إلا من زوّجه بنته وما أشبه ذلك هذه من إضاعة الأمانة تجد الرجل عنده بنات يتقدم إليهن من هو كفء في دينه وخلقه ولكن يمتنع إما كراهة لأصحاب الخلق والدين والعياذ بالله وإما ترقبا لخطبة رجل تاجر أو موظّف كبير أو ما أشبه ذلك هل هذا من الأمانة أو من الخيانة؟
الطالب : من الخيانة.
الشيخ : من الخيانة (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )) ومن ذلك أيضاً أن بعض الناس لا يزوج ابنته من خطبها منه وهو كفؤ إلا إذا زوّجه ابنته قال: أنا مستعد أزوّجك بنتي لكن بشرط أن تزوّجني بنتك أو بشرط أن تزوّجني أختك أو ما أشبه ذلك، وهذا لا شك أنه من إضاعة الأمانة والواجب على الإنسان الذي اؤتمن على أمانة أن يتصرف بما تقتضيه المصلحة في هذه الأمانة
ومن هذا أيضا ولاية الإمامة فإن بعض الأئمة لا يقوم بالواجب عليه مثاله إمام في مسجد لا يحرص على أداء السنة فيما يقرأه من السور المعيّنة أو لا يحرص على أداء السّنّة عند الركوع والسجود والقعود وما أشبه ذلك ينظر ما يشتهيه الناس لا ما تقتضيه الشريعة إذا قرأ بهم في فجر الجمعة (( آلم تنزيل )) السجدة في الركعة الأولى و (( هل أتى على الإنسان )) في الركعة الثانية وجاؤوا إليه وقالوا يا إمام أنت طوّلت بنا قال إذن أتنازل، يتنازل عن أيش؟ عن السّنّة ماذا تريدون أن أقرأ؟ قالوا اقرأ (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) نِعم السورتان لكنهما لا تحصل بهما السّنّة السنة أن تقرأ (( آلم تنزيل )) السجدة و (( هل أتى )) كاملة لا مقسومة لكن لو أنك في يوم من الأيام قرأت غيرهما ليتبين للناس أن قراءتهما ليست بواجبة كان هذا حسناً، في صلاة الجمعة ما المشروع أن يقرأ الإمام؟ إما الجمعة والمنافقين وإما سبح والغاشية، كثير من الناس إذا قرأ الجمعة والمنافقين ثم قال له الناس لماذا تقرأ هذا طويل علينا تنازل وهذا لا ينبغي، في يوم العيد ماذا يقرأ؟ سبح والغاشية أو ((ق)) و (( اقتربت الساعة )) لو قرأ ((ق)) و (( اقتربت الساعة )) قال الناس هذا طويل ليش تقرأ بهاتين السورتين مع أن قراءتهما من السّنّة فالمهم أن بعض الناس حتى في الولايات التي يستطيع كل إنسان أن يقوم بها تجده يضيّعها ولا يقوم فيها بما يجب عليه ( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.