الأول : ذكر الدجال وصفته . حفظ
الشيخ : فمنها وهو أعظمها الدّجال، الدّجال الذي أُمرنا أن نستعيذ بالله منه في كل صلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا تشهّد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدّجّال ) وذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث أنه ما من شيء منذ خلق آدم إلى قيام الساعة أعظم من المسيح الدّجال لأن فتنته عظيمة كما سيتبين من الحديث الآتي وبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الرجل ناقص الخلقة وأنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية أو طافئة وهذه علامة حسية ظاهرة لا تشكل على أحد كل إنسان ينظر إلى هذا الرجل على هذا الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه لا يخفى عليه أنه كذاب كما وصفه بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين النبي صلى الله عليه وآله سلم علامة حسية أخرى وهو مكتوب بين عينيه : ك ف ر يعني كافر هذا الكتاب يقرأه كل مؤمن سواء يعرف الكتابة أو لا يعرفها يلهمه الله سبحانه وتعالى أن يقرأ هذا المكتوب وهاتان علامتان حسيّتان فإن قال قائل إن كون هذا الدّجّال حادثاً مخلوقاً هو أكبر علامة أنه ليس بإله لأن الإله سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد قلنا هذا دليل عقلي وأما كونه أعور وكونه مكتوب بين عينيه ك ف ر، فهذه علامة حسية وإذا اشتدت الفتن كانت العلامات الحسية أقرب إلى معرفة الأمر على ما هو عليه من العلامات العقلية لأنّ العلامات العقلية مع قوّة الفتنة قد تغيب عن الإنسان ولا يؤمن إلا بالأشياء الحسية ولهذا لما قالت قريش للرسول عليه الصلاة والسلام أرنا آية أراهم انشقاق القمر مع أنه تنزل عليه الآيات الشرعية المؤيّدة بالأدلّة العقلية ولكنهم لم يقتنعوا بها حتّى أراهم آية انشقاق القمر، أشار إلى القمر فانفلق فرقتين، فِرقة على جبل أبي قبيس وفِرقة على جبل قعيقعان يعني على الصفا والمروة وشاهدها الناس ولكنهم كما قال تعالى: (( وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )) هذا الدّجال نسأل هل هو رجل أو شيطان أو ماذا؟