تنبيه إلى خطر التسرع في إطلاق البدعة على كل شيء حادث من غير دليل. حفظ
الشيخ : كما أنني مما ذكرته سابقاً في أول هذه المجالس من التسرع في إطلاق البدعة على الشيء الحادث بدون دليل فإن بعض طلبة العلم يرون كل شيء حادث فهو بدعة ولا يفرّقون بين الوسائل والغايات وهناك فرق بين الوسائل والغايات فالوسائل لها أحكام المقاصد إذا كانت تؤدّي إلى مقصود شرعي فإنها مشروعة تبعاً لهذه الغاية وإذا كانت غاية مستقلة فحينئذٍ نقول إنها بدعة ولا يمكن أن نقبلها ممن أحدثها أيش قلنا يا أخي؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، قلنا من أول الكلام، يلا أجب قم وأنت قائم، أجب وأنت قائم!
الطالب : ...
الشيخ : أيش؟
الطالب : ... لا يمكن أن يقال أنها بدعة إلا ...
الشيخ : لم أقل هكذا ولا بمعنى ما قلت! أين أنت؟! لا تسرح يا شيخ، تسرح وأنت جنبي؟! إذا كنت تسرح وأنت جنبي كيف الذي عني أبعد؟! اجلس اجلس
تصنيف الكتب وتبويب أبواب العلم بل ونقط المصحف وإعراب المصحف هل كان هذا موجوداً في عهد الرسول عليه الصلاة والسّلام؟ الجواب لا، هل أنكره المسلمون؟ لا، لماذا؟ لأنه وسيلة لحفظ كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقريب ذلك للأمة فتكون هذه الوسيلة محمودة لأنها توصل إلى شيء محمود، مكبر الصوت الذي نحن نتكلم به الآن بدعة لم يكن معروفاً في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هل نقول أنه بدعة دينية لا يجوز للإنسان أن يستعمله؟ ربما نجد من يقول ذلك لقلة فقهه وعدم معرفته بمصادر الشّريعة ومواردها ولكننا إذا تأملنا وجدنا أن استعمال هذا المكبر من الأمور المحمودة لأنه غاية لشيء محمود، أنكر بعض الناس الفرش التي تفرش في المساجد وفيها خطوط لتسوية الصفوف وقال هذه بدعة لأنه لم يكن معروفاً في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولكننا نقول له وبكل سهولة هل كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مفروشاً بالفرش؟ الجواب لا، إنما كان مفروشاً بالحصباء والحصباء لا يمكن تخطيطها حتى لو خططناها بالقدم وحفر مكان الصّفوف فإنه سوف ينطمس مع المشي عليه فلا فائدة من أن تخط الصفوف لأنها لو خطّت لزالت بالمشي عليها فإذا كانت هذه الخطوط تؤدي إلى مقصود شرعي وهو تسوية الصّفوف فإنه لا يمكن أن نقول أنها بدعة بل نقول إنها وسيلة لأمر مقصود فتكون محمودة المهم لطالب العلم أن لا يتسرع في التبديع أو التّضليل أو ربما ارتقى إلى ما هو أعظم إلى التكفير حتى يكون لديه دليل من الشّرع وإلا فإنه سوف يسأل عن ذلك عند الله يوم القيامة فالله عزّ وجلّ يقول: (( فلا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )) كذلك لا تقولوا عن شيء هذا بدعة وهذا سنّة إلا بدليل، نسأل الله أن يرزقنا جميعاً الفقه في دين الله والبصيرة في أحاكمه إنه جواد كريم.