ذكر قصة الإسراء والمعراج كلها . حفظ
الشيخ : هذا الإسراء والمعراج يعتبر من آيات الله ويعتبر من الشرف العظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام سار من مكة إلى المسجد الأقصى على البراق بصحبة جبريل والتقى بالأنبياء هناك وصلى بهم إماماً أمّهم مع أنه آخرهم عليه الصلاة والسلام إظهاراً لشرفه وأنه إمام الأنبياء ولهذا أخذ الله على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنّه )) النبيين أخذ الله عليهم الميثاق وهو العهد الثقيل أنه إذا جاءهم رسول مصدق لما معهم فليؤمنوا به ولينصروه ومن الذي جاء مصدّقاً لمن سبقه من الأنبياء من؟ الرسول عليه الصلاة والسلام جاء مصدقا لكل من سبقه من الأنبياء وآمراً بالإيمان بهم (( قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) ولهذا إذا نزل عيسى في آخر الزمان فبأي شريعة يحكم؟ بشريعة النبي عليه الصلاة والسلام ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيئاً من التوراة فغضب فقال له: ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ) ثم إن جبريل عرج به إلى السماء الدنيا فاستفتح لأن السماء لها أبواب لا ينالها كل أحد ( فقيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل ومن معك؟ قال: محمد، قيل: قد أوحي إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء، ففتحت السماء الدنيا ) ثم الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة حتى وصل صلى الله عليه وسلم إلى مكان سمع فيه صريف أقلام القضاء والقدر، صريف الأقلام يعني أصواتها حين الكتابة لأن الله تعالى يقول: (( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )) يعز ويذل ويغني ويفقر ويحيي ويميت ويداول الأيام بين الناس، وصل إلى هذا المنتهى إلى مكان سمع فيه صريف الأقلام، أقلام القضاء، وكلمه الله عزّ وجلّ بما كلمه به بفرض الصلاة وفرضها عليه وعلى أمّته خمسين صلاة في اليوم والليلة فرضي عليه الصلاة والسلام واستسلم وامتثل وأذعن ونزل حتى مر بموسى فقال له: ( ماذا فرض الله عليك وعلى أمّتك؟ قال: خمسين صلاة في اليوم والليلة، قال: إن أمّتك لا تطيق ذلك اذهب إلى ربك فاسأله التّخفيف لأمّتك ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يراجع الله حتى وصلت إلى خمس، لكنها خمس بالفعل وخمسون في الميزان وليس هذا من باب الحسنة بعشر أمثالها لأن هذا في كل عبادة ولكن هذه الصلوات الخمس تكون كالصلوات الخمسين في الفعل بمعنى أنه يؤجر أجر صلاة خمسين صلاة ولله الحمد وإذا رغبتم أن نقرأ الحديث في المعراج لأنه الآن بين أيدينا فلا حرج وإن رغبتم نقرأ في الدرس المستقر فلا حرج أيضاً؟ الأول أم الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، انتهى، الأول ما ستسمعونه إن شاء الله الآن المعراج.
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، انتهى، الأول ما ستسمعونه إن شاء الله الآن المعراج.